الجمعة، 5 سبتمبر 2025


*** الوطن الغارق. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** الوطن الغارق. ***

بقلم الشاعر المتألق: فتحي الصيادي 

*** الوطن الغارق. ***

بقلم: فتحي الصيادي

كان بلدًا وديعًا،

ينام على دفئه

المتعبُ والرضيع،

لا يُرتكب فيه

أمرٌ شنيع.


مرّ عليه إعصار،

مبيتٌ مدروس

من قبل الاستعمار،

في موجاته بطائن صفراء

لا يرضى بها ربُّ السماء.


حاول أن يلمّ شتاته،

ويخيط شيئًا من جراحه،

لكن العصف كان شديدًا،

مزّق الأواصر،


كان في روابه

هديل الحمام،

يبشّر بالسلام،

فزع الحمام من أصواتٍ،

ارتجّت الأرض بوقع المدافع،

وأُطفئت الأغصان.


كانت الحدائق باسقة،

والأشجار تحمل الثمار،

والبلابل تغرّد في الأعالي،

لكن التوتر عزف ألحانًا

أبكت من في قلبه أشجانًا.


هاجرت عصافيره،

وباتت الأوكار خرابًا،

وتشتّت السرب،

فصار أسرابًا.

لن يستطيع الطير

أن يبني عشًّا جديدًا وهو بعيد،

يسترجع ذكرياته،

ويأمل بالعيد،

يترقّب خبرًا،

يوقظ فيه عيدًا من جديد.

هذه الأوطان

عزيزةُ التراب،

تتفادى دومًا الاضطراب،

وتحيا مع أبنائها أحبابًا،

لا تسمح لغيمةٍ دخيلةٍ

أن تغشى سماءها في العتمة،

وتسرق الأحلام.

فالتاريخ في وطنك مشترك،

صفحاتُه أيامٌ وأخوّة،

تدخل في معترك،

تصنع لك الحياة،

وتظلّ نهرًا في عروقك،

حتى آخر نبضٍ في الممات.

بقلم : فتحي الصيادي 

توثيق: وفاء بدارنة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق