الأربعاء، 20 أغسطس 2025


***عجلة الزمن. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***عجلة الزمن. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: فاطمة البلطجي 

***عجلة الزمن. ***

عَجَبًا لَكِ يا زَمَنَ،

عَجَلَتُكَ في دَورانِها لا تُؤتَمَن.


تَهوِي سَريعةً بلا كوابِح،

في مُنحَدَرٍ مُثقلٍ بالوَسَن.


كأنّا عَبَرْنا الغَدَ مِنَ الأَمسِ

بِلا تابوتٍ ولا كَفَن.


كَمَن يَزدَرِدُ الطَّعامَ قَبلَ تَذَوُّقِه،

أإنْ كانَ مُرًّا أو حَسَن.


حَضَرَ الغَدُ وما لأَحَدٍ لَهُ أُذُن،

كَخَيلٍ فقَدَ الخَيّالَ والرَّسَن.


لَيتَهُ يَتَعَثَّرُ بِحَجَرٍ

أو صَخرَةٍ ثَقيلَةِ الوَزْن.


لِنَسأَلَ الحَياةَ: لِماذا قَدَّمَتْ لَنا

أحزانًا مَدفوعةَ الثَّمَن؟


وجَعَلَتْ مِن جَسَدِ كُلٍّ مِنّا

لِرُوحِه وحُلمِه سَكَن.


مِشنَقَةٌ تَحُزُّ على الجِيدِ،

بِشَدِّ الحَبلِ تُرتَهَن.


كُنّا إذا ما رَأى القَريبُ قَريبَهُ

سَلَّمَ عَلَيهِ وحَضَن.


واليَومَ صِرنا لِأوجاعِنا

نُخفيها سِرًّا ولا نُبديها للعَلَن.


عَجَلَةٌ بلا تَوَقُّفٍ

إلى قاعٍ يَفوحُ مِنهُ العَفَن.


هيَ عَجَلَةُ الزَّمَنِ تَدوسُ كُلَّ

مَن عَلَيها حَربًا بلا سِلاحٍ شُنّ.


فلا نَدري: أَنَحِنُّ إليها أم نُجَنّ،

إذا ما دارَت بِنا وأنسَتْنا المِحَن؟


وعِشنا بسلامٍ وسَعادةٍ،

ولو يَومًا أو حتّى ساعه زمن 

بقلم : فاطمة البلطجي 

 لبنان /  صيدا 

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق