*** كفى دمًا. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** كفى دمًا. ***
بقلم الشاعر المتألق: الحاج كريم ال سعيد الكناني
*** كفى دمًا. ***
بقلم: الأديب الحاج كريم ال سعيد الكناني
آب 2025، حادثة قتل الدكتورة بان
في كلِّ صباحٍ يُولَدُ نَهرٌ جديدٌ،
لا يَحمِلُ الماءَ بل دِماءَ المساكينِ.
تَضيقُ الأزِقَّةُ من صُراخِ القواريرِ،
يَتدفَّقنَ نَحيبًا كالمواويلِ،
فَتَغدو الجَداولُ حِنّاءً داميةً،
تُلطِّخُ وجهَ التُّرابِ،
فَتَئِنُّ بمَوؤدةٍ أُخرى.
بان... غُصنٌ رقيقٌ،
انكَسَرَ على عَجَلٍ على يَدِ السَّفّاحينَ،
شَقَّ زِيْجَ العَفيفاتِ،
وغَسَلوهُ دَمًا بماءِ السَّلاطينِ.
رَفَعنا الأكُفَّ إلى السَّماءِ،
فَهَطَلَتْ رُعبًا وغَضبًا.
أخفَوهُ بأصابِعِ العارِ،
فاليومَ "بَانْ"، والأمسَ "رِيهامُ"، وغَدًا "حَنانُ".
بَلدٌ نَبَتَتْ أشجارُهُ دَمًا،
ونَهرُهُ يُزهِرُ دَمًا،
ونَسيمُ هوائِهِ مُثقلٌ برائِحَةِ الدَّمِ،
وزَهرَةُ الشَّرفِ زُفتْ في عُرسِ الجُثامينِ،
ويُصفِّقونَ لِبَطلِهِمُ الأخنَثِ الزَّنيمِ.
قَواريرُكَ يا عِراقُ دُفِنَتْ في فَمِ الأرضِ،
ونَخلُكَ يا عِراقُ يَنزِفُ دمًا،
وسِيقَ الجَميعُ إلى مَقابِرِ المَجهولينَ،
فَرَثَتْهُنَّ الأرضُ دَمًا،
وسَقَتْهُنَّ بماءٍ مَعينٍ.
اِقرَعي يا أجراسَ الشُّؤمِ،
واصرُخي يا مآذِنَ النَّحيبِ:
كَفى دَمًا...
كَفى ظُلمًا...
كَفى وَجعًا...
كَفى لَعبًا بأرواحِ المساكينِ،
يا شِرذِمةَ العَهرِ وطَيشَ السَّفّاحينَ.
وَلَنا في كُلِّ يَومٍ سِجِلٌّ
بِاسمِ ضَحايا مَجهولينَ.
أمَا شَبِعتُم من دِمائِنا؟
ونَحنُ نَعيشُ غَفلَةَ الغافينَ،
نَحتَضِنُ دِجلَةَ والفُراتِ آمِنينَ،
فأصبَحنا في بَلدٍ يَعُجُّ بالدَّفّانيينَ.
بقلم : الحاج كريم ال سعيد الكناني
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق