*** ليالي الغياب. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** ليالي الغياب. ***
بقلم الشاعرة المتألقة: عزة ناصيف
*** ليالي الغياب. ***
لا أدري أيَّ غيمةٍ تُناجي،
واحتارَ الفؤادُ، مَن ينادي؟
يا مَن تركتَ الخطواتِ يتيمةً،
تمشي على الطرقاتِ بلا رفيقٍ.
تخلَّيتَ عن عمدٍ، مدّعيًا،
بأعذارٍ ليس لها نسبٌ وثيقٌ،
كأنك يومًا ما كنتَ لي وطنًا،
كنتَ بدايةَ وهجي وخفقي الشهيدُ،
والنبضُ بك يعتلي، يشهد الهوى،
هل كنتَ صدفةَ عمرٍ أم شذى الطريقِ؟
ما غلقتُ بابَ الحنينِ، وما انطفأ
فتيلُ الشمعِ في قلبي الحريقُ.
أنا شهقةُ أنثى، ولادةُ العشقِ
على خدري تنزف الأقلامُ بالشهد العقيقِ،
ما زلتُ معلقةً في زوايا السحابِ،
فهل من سحرِ حرفِك ينزلني برفقٍ يليق؟
لا تُهددني بالرحيلِ عن طيفي،
تعلّمتُ من وجعي كيف يكونُ الصمودُ العميقُ.
أمشي على شرفاتِ النسيانِ حافيةً،
لا أبالي بالشوكِ تحتَ قدمي ولا أطيلُ الطريقَ.
ما كنتُ أكتبك قصيدةً لتمزّق،
بل أقنعُ نفسي أنك قدري العتيقُ.
وما تواريتَ في الظلالِ سدى،
بل أراك بعينِ قلبي في الحنينِ العميقِ،
ويُربكُ هواكَ شدّةُ الضوءِ حين يجيء،
أنت بدايتي، ونهايتي، ومفترقُ الطريقِ،
ولا أرجو سوى عينِ اليقينِ في وجدي،
وفي صدري سؤالٌ لا يفيقُ.
بقلم: أماني ناصف
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق