*** محاورة. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** محاورة. ***
بقلم الشاعر المتألق: نصير الحسيني
*** محاورة. ***
تحتَ ظلالِ نخيلٍ يخترقُهُ جدولُ
رأيتُها تغسلُ قدمينِ هدَّهما تعبُ
أيقظَني شوقٌ لأعرفَ ملامحَها
وجهٌ هزَّني شوقًا ودقَّ لهُ القلبُ
تمترستُ خلفَ نخلةٍ أسترقُ النظرَ
وبلابلٌ تصدحُ بالأنحاءِ، لها الروحُ تطربُ
رقرقَ الماءُ، وزقزقَ الطيرُ، ورنَّ حجولُها
فخلَّفتْ نشوةً، لها الروحُ تشتاقُ وترغبُ
زادني ولعًا ولهفةً ما قد بدا
من هيفاءَ وَسطى لا قصرٌ ولا طولٌ … هيَ للقصرِ أقربُ
هممتُ أرومُ كلامَها متردّدًا … ماذا أقولُ؟
لو حَسِبتْني سارقًا … وهذا أمرٌ صعبُ
هممتُ أفعلها، وإذا بها تعودُ مكتفيةً
وجهاً لوجهٍ قابلتُها … فتسمّرتُ، رعبُ
قالت: من تكونُ متربصًا؟ أما خِفتَ عونًا؟
لي ناهرًا إياكَ من حيثُ لا تحتسبُ
فالبسْ ملامةً … فأنا لها نافرةٌ أبدًا
وبينَ الناسِ مقدوحٌ … وأنتَ السببُ
أما خشيتَ اللهَ فيَّ، وأنا سليلةُ عزٍّ … حرةٌ
ما شأنُ طرفِها لَغَبُ؟
فقلتُ: تمهَّلي قليلًا، فقد أبلغتِ رسالتَكِ
أنتِ تُثيرين أمرًا … أصابني منه عجبُ
فقد رميتِ سهمًا طاشًا عن هدفٍ
سلبتْ مني القلبَ … وأورثتني كربُ
فلا تنهري سائلًا حَيرَانَ يطلبُ ودَّكِ
مني عليهِ بصدقةٍ … للتقوى أقربُ وللهِ أحبُّ
بقلمي: نصير الحسيني
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق