الأربعاء، 20 أغسطس 2025


*** مشهدالتقمص ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** مشهدالتقمص ***

بقلم الشاعرة المتألقة: نور شاكر 


*** مشهدالتقمص ***

مشهد( التقمص ) الذي طلب مني أن اتقمص فيه  شخصية مشهورة واكتب عنها بلسان حاله وشخصيته،  فأخترتُ أن اكتب عن المتنبي 

(مشهد المواجهة بين المتنبي وسيف الدولة )

جلس الجمع في مجلس الكبار، والهيبة تملأ المكان

تقدمتُ أنا، أبو الطيب المتنبي ، لا أحمل في يدي إلا لساني، ولا في قلبي إلا مجدي 

قلتُ وعيناي مثبتتان على سيف الدولة الحمداني 

" أيها الأمير، قد علمتَ أني ما جئت بابك طامعًا في عطية، ولا ساعيًا وراء دنيا، إنما جئتُ أضع سيف شعري في يمينك، فإن أبيتَ حمله، حملتُه أنا على خصومي

هجوتُك؟ وهل يقدر البحر أن يهجو المطر؟ أم يقدر الجبل أن يهجو الريح؟ إنما هي كلماتي، لا تهادن ولا تخشى تصيب من يستحقها كما تصيب مديحًا من يستحق المديح

أنا الذي إذا مدحتُ رفعتُك إلى عرش الشمس، وإذا هجوتُ جعلتُ اسمك على كل لسان، لا يخفى في الظلام ولا في الضياء

قد تُغضبك الحقيقة، لكني ما عرفتُ غيرها، وما رضيتُ لنفسي أن أكون إلا كما وُلدتُ عزيز النفس، عظيم الهمّة، أرى الدنيا دون همتي صغيرة، وأرى الملوك إن قصروا عن المعالي، رعاعًا بين الرجال" 

ثم ساد الصمت المهيب ، فرفعتُ رأسي وأنشدتُ:

أأُعذَلُ في هجري وهلْ لِلسَّيْفِ عُذْرُ؟

وإنْ مسَّهُ النَّصْلُ المَضِيءُ فهَلْ يَذَرُ؟

أتيتُكَ لا أرجو العطاءَ وإنَّما

أتيتُ لأُعطيَ من فَخارِي ما يُدرُ


أنا الماجدُ الحرُّ الذي لا يَستكينُ

إذا ضاقَ صدرُ المجدِ، ضاقَ بيَ الصَّدرُ


هجوتُكَ؟! إنّي ما هجوتُك حاسدًا

ولكنْ لِأُبْقيَ في الخُلودِ لك الأثَرُ


فإنْ تَرضَ عن قولي فَمدحي رَافعٌ

وإنْ تَغضَبِ الأمْراءُ، فالشِّعْرُ لا يُؤثِرُ


أنا الشمسُ، إنْ غِبتُ الظلامُ مُقيمُهُ

وإنْ أشرقتُ، أبدَّدُ عن أُمَّتي الغَمَرُ

بقلم :نور شاكر

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق