( بين قلب وطرْف)
النادي الملكي للأدب والسلام
( بين قلب وطرْف)
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي
( بين قلب وطرْف)
-----------------------
ترمي السِّهامَ وبعد رمي تُسدلُ
جفنا على عين رآها تغازلُ
وكأنها خلف البراءة تختفي
وهي التي رفعت جفونا تعقلُ
ألقتْ بسهم والضحيّة في المدى
من ذا إذا نكرَت سواها القاتلُ
ذبَحت وغمد العين وارى نصلها
من ذا يُدين العينَ حين يُسائلُ
أوَليسَ إنسانُ العيون بشاهدٍ
أنّ السهامَ من اللحاظ تُقتِّلُ
كم من قلوب مُهِّدت لحراثها
ولكل عين في القلوب سنابلُ
والطرف إذ يشفي الفؤادَ بومضه
يلقي بجمرٍ محرقٍ ويشاعلُ
حتى إذا النيران طالت مهجةً
يحنو بماء لا يكاد يُبَلِّلُ
اتراكِ من ( ليلى) أتيه بعشقها
أمسي وأصبح بالهوى مُتبتِّلُ
لا تكذبي-لا- لستِ( ليلى) أو انا
(قيسٌ)فهذا العشق ليس يماثلُ
ما أضمروا بالقلب من لوعاته
والعين نبعٌ للدموع مُسَيِّلُ
طرفان في حواءَ ترسل منهما
طرفٌ يريق دما- وآخرُ يدملُ
لو أنها راعت لقلب حقّه
لغدا الربيع بكل طرف يغزلُ
لكنها ليست تعادل فيهما
طرفا تُنَشِّطهُ - وطرفا تهملُ
وكأنما فرضُ الجمال بعينها
والقلب في أضوائها مُتَنفِّلُ
أنا لا أجيزُ الحب فيها رهينةً
فالبحر في غضب الرياح مُضلّلُ
إن يصدأ السهم المُغير بعينها
فسيَعزفُ الطرفُ الحنونُ ويخذلُ
لكن قلبا تدّخره لعشقها
هو للعيون الذّابلات قنادلُ
---------------------------------------------
( عبدالحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق