الاثنين، 29 يناير 2024


جبتُ للحبِّ الثريّا

النادي الملكي للأدب والسلام 

جبتُ للحبِّ الثريّا

بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري 

جبتُ للحبِّ الثريّا

ربَّتَ الحبُّ بهمسٍ 

حينَ اوفاني الحبيب 


كانَ ترياقَ ودادي

حينما كانَ الطبيب


تارةً يخطأ حبي 

تارةً فيها يصيب


إنَّ في الحبِّ صراعًا 

والتباسًا ومشيب


أخلطُ الآهاتِ عندي

برمالٍ وكثيب


حينما أمسى فؤادي

في سجاياهُ الغريب


أيها القلبُ ترَيَّث

لا تكن مثلَ الغروب


هكذا الدهرُ خؤونًا

ناقضًا عهدَ القلوب


لم يشأ يوفي فصحنا

كلّنا لولا تتوب


إنَّ في القلبِ أهاتٍ

فيه آلافُ الثقوب


من رياحاتِ الشمالِ

زمجرت حتى الجنوب


قالت الدقاتُ فيها

أنتَ ما زلتَ لعوب


طفقَ الإحساسُ عندي

يرتدي حتى العيوب


دأبَ الإحساسُ فيكِ

باحثًا أمرَ الدؤوب


كلَّما تنأينَ عنّي

قلبُكِ يبقى قريب


جمَّدَت أورادَ قلبي

ليتها وردي تُذيب


ويدبُّ الحزنُ منها

في محيايَّ دبيب


كلّما أبغي التناسي

شمسُها لا لن تغيب


وجعُ الهجرانِ يؤذي

وجعٌ يبقى رهيب


لا تلوميني فإنّي

لم أكن يومًا كذوب


نِدَبُ الآهِ بقلبي

كيفَ لم تحصي الندوب


رجعت حتى ابتسمنا

وتذكّرنا الهروب


حبُّكِ أمسى لزامًا

حبُّكِ أمسى وجوب


غادرت نفسي إليها

واستعدّت للركوب


فطريقي باتَ وعرًا

هكذا تُلفى الدروب


مرةً تبدو صحارى

مرةً تبدو سهوب


قَلِّبي قلبي قليلًا

قلبُكِ مثلُ القليب


غامضٌ حتى كأنّي

جئتُهُ أمشي الدبيب


رحّبي هيّا بقلبي

وبوجداني الرحيب


واسكني وسطَ جناني

ودعيني في اللهيب


إنًَ يومًا دونَ حبٌّ

منكِ ياليلى عصيب


هبَّتِ الأشواقُ فينا

منكِ إذ يأتي الهبوب


عمَّ ضعفٌ في كياني

وبخدَّيَ الشحوب


إنّني أحملُ سلمًا

رغمَ آلافِ الحروب


جبتُ للحبِّ الثريّا 

وتفحّصتُ الجيوب


نجحَ التهيامُ عندي

فتعدَّيتُ الرسوب


لم تخوّفني الخطايا

في الهوى حتى الذنوب


كلُّ حبٍّ باتَ عندي

لكِ يا ليلى يؤوب

بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري

توثيق: وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق