الأحد، 28 يناير 2024


قصيدة نبضات الشكوى

النادي الملكي للأدب والسلام 

قصيدة نبضات الشكوى

بقلم الشاعرة المتألقة: مريم كباش

قصيدة نبضات الشكوى

______________________

 لا لا تلومنَّ هذا الدَّهرَ مُعتَرِضَاً

فكلُّ شيءٍ بهذا الكونِ مُقتَسَمُ

ولا تقولنَّ أينَ الصَّحبُ تسمعني ؟

لأنفقَ الهمَّ والأحزانَ عندهمُ

فالكلُّ منشغلٌ في سمعهم عَطَبٌ

لم يكترثْ أحدٌ مانفعهُ الكَلِمُ ؟

يا ضيعةَ الظَّنِّ في قومٍ تخالهمُ

شكواكَ قد سمعوا في نصحهم كرمُ

أتطلبُ الغوثَ ممَّن خلتهم سنداً ؟

هم عنك عميٌ وفي آذانهم صممُ

أأنتَ ممَّن إذا نابتك نائبةٌ

تنهار عجزاً وضعفاً فيه تنهزمُ ؟

في قولك النَّزفُ والآهاتُ ترفدهُ

والهمُّ نارٌ بأرضِ الرّوح تضطرمُ

ارغبْ بنفسك عن حالٍ تُضَامُ بها

ما أسعدَ المرءَ للأخلاقِ يغتنمُ

لن يسلمَ المرءُ من خَطبٍ ونازلةٍ

إنَّ الرزايا على أبوابنا هجموا

ياحسرةَ القلبِ حينَ اليأسُ يطرقهُ

أو سار في ركبِ مَنْ لاموا ومَنْ نقموا

نعم نعيشُ حياةً جُلُّهَا تعبٌ

فوق الوجوه سواد الحزن يرتسمُ

والحربُ تطحننا بالفقر تقذفنا

والظُّلمُ يضربنا بالقهر نرتطمُ

بالأمس كانت ديار الشّام تجمعنا

واليوم تجري على أركانها الحممُ

بسطت كفِّي لذكرى الأمس أحضنها

وفي فؤادي لهيبُ الحزن يضطرم

بالأمس كانت بلاد العرب واحدةً

واليوم صارت بركن الغرب تعتصمُ

لا تركننَّ إلى الدُّنيا وزينتها

لا لن يدومَ الهنا والأمنُ والنِّعمُ

كلٌّ بما تُحدِثُ الأيامُ مُرتَهَنٌ

يومٌ عبوسٌ ويومٌ أنتَ مُبتَسِمُ

ولا تظنَّن عينُ الحظِّ مُبصِرَةً

مدى الزَّمانِ فذاك الظَّنُّ مُنهَدِمُ

بلِ الزّمانُ يعاندنا ويطرقنا

بالخطب يغرقنا للحقِّ يهتضمُ

من قسوةِ الدَّهرِ عيني تشتكي سَهَرَاً

فكيفَ يغفو على أجفانيَ الحُلُمُ ؟

مهما احتملتُ من الأيام مُؤلِمَةً

ناجيتُ ربّي لعلّ الهمَّ ينعدمُ

وجِّهتُ كُلِّي إلى الرَّحمن في ثقةٍ

أرجو وغيماتُ دمعي ساقها النَّدمُ

مالي سواك إله الكون يرحمني

قل للأماني بقلبي اليوم تلتحمُ

مازلت أدعوك والآمالُ تدفعني

أنْ ذات يومٍ يزول الكربُ والسّأمُ

ياصاحبَ الهمِّ يامَن صابهُ أَلَمٌ

لو قلتَ : ياربُّ ، زالَ الهمُّ والألمُ

شكواكَ للنَّاسِ ذلُّ كم تعيش به !

شكواكَ للَّهِ عزٌّ صاغهُ الكرمُ

سلِّمْ أمورَكَ للرّحمنِ أجمعَها

واصدقْ يقينَكَ ، لا يَلحقْ به الهَرَمُ

أحيا بك اللّهُ في الخفَّاقِ أغنيةً

ترنيمةُ الحبِّ كم يشدو بها النَّغمُ !

والحمدُ للَّهِ ألحانٌ على شفتي

مدى حياتي عليها العمرُ أَختَتِمُ

________

 بقلمي :  مريم كباش

------------

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق