*** سبيلان. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** سبيلان. ***
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
*** سبيلان. ***
اللَّهُ للعبدِ المنيبِ غفورُ
فلقد تجلّى من يديهِ النورُ
في طاعةٍ نسجَ الفؤادُ خيوطَها
وجرى مع الدمِّ العبيطِ سرورُ
وهناكَ قلبٌ للمعاصي مشرعٌ
وبه الأذى والمرجفاتُ تمورُ
قتلَ الإنابةَ في يديهِ فأصبحت
صحرا دواخلُهُ وماتَ شعورُ
فإذا خلت تلكَ النفوسُ من الهدى
لاشكَّ أنَّ السائرينَ قبورُ
في كلِّ يومٍ في الحياةِ مواعظٌ
ويقولُ توبوا للإلهِ نذيرُ
لم تهتدِ تلكَ العيونُ طريقَها
فعمت لينجو في الظلامِ بصيرُ
إيمانُ كلِّ محافظٍ في قلبِهِ
إن لم يتابع أكلَهُ سيطيرُ
وهناكَ من صمّوا الأذان ولم يعوا
ليموتَ في سجنِ الذنوبِ أسيرُ
في كلِّ منعطفٍ تسيرُ علامةٌ
وعلى الذنوبِ بختمِها تحذيرُ
لم يُجدِ عذرٌ في الحسابِ لغافلٍ
فيها ولم ينفع بها تبريرُ
وسطَ اللهيبِ مُكابرٌ في غيِّهِ
وبها يحاسِبُ نفسَهُ المغرورُ
خاطَ المعاندُ في الحياةِ جريرةً
فغدا لباسَ الآثمينَ الزورُ
جاهد بنفسِكَ ما استطعت ولاتكن
متهاونًا كيما تُصانَ ثغورُ
صوّرتَ نفسَكَ عالمًا متفهّمًا
وإليكَ لو تدري يؤولُ قصورُ
أَعَلِمتَ أحداثًا تجيءُ فقل لنا
فمتى سيُنفخُ للحسابِ الصورُ
للخيرِ فيءٌ فاستظِلَّ بظلِّهِ
إن حلَّ في يومِ الحسابِ حرورُ
كن في الحياةِ بلا نفاقٍ واتَّزن
فعلى المحجّةِ سيدٌ وحصورُ
كن أولًا في السعي تنجُ في غدٍ
فهنا الأخيرُ هناكَ ذاك أخيرُ
للّٰهِ جنّاتُ النّعيمِ بحورِها
للّٰهِ في يومِ التّنادِي سعيرُ
فلَنسعَيَنَّ إلى رضاهُ بجهدِنا
فلَنسعينَّ فما هناكَ نصيرُ
إلّا الذي خلقَ السماءَ فإنّهُ
للصالحينَ ومن أنابَ غفورُ
دربينِ فاختر ما تشاءُ فإنَّهُ
في الحالتينِ سيُكشفُ المستورُ
إمّا الجنانُ بطيبِها ونعيمِها
أو في جهنّمَ ما تزالُ تدورُ
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق