الخميس، 25 يناير 2024


*** ثمن النضج ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ثمن النضج. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: جليلة فريدي 

//ثمن النضج //

بقلم جليلة فريدي 

من رحم المعاناة ..

وبعد مخاض عسير ..

 تولد شخصية ناضجة !!

لم تتعلم في المدارس والجامعات !!

بل  ربتها نوائب الزمان  ..

ودروس من كراسات  الأيام !!

فاتورة النضج باهضة الثمن .

 لما تصفعك أكف المحن ..

وتصبح براكين داخلك سهلة الانصهار 

بل مدينة مفخخة تفجر قنابل الألم!!

نوبات الحزن  التي تجتاحك وتخرج منها بعقل راجح وجسد منهك !!

تتعثر بل تسقط وتنهض دون مساندة أحد !!

تتحطم صخور الصبر التي شيدت بالعزيمة وتحدي الصعاب ..

لما تموت  وأنت مكفن بثوب الحياة!!

لم تعد تعنيك مغريات الدنيا ..

تصارع حمى الاحتضار وتضمد جروحك  دون طبيب ولا إسعافات ..

تستجمع  أنفاسك التائهة بين دروب الخيبات والخذلان !!

تحاول استعادة نبض قلبك بدبدبات آهات صامتة ورماد ذكريات من لظى ذاكرة تصرخ رافضة النسيان !!

كثبان رمال الأحزان الحارقة لم تزدك  إلا قوة وصلابة !!


برودة المشاعر  وأوراق خريف العمر المتناثرة تجعلك تجمع شتات أمرك  وتمشي  مرفوع الرأس ..

لم تعد  تعنيك ألوان قزح الزاهية ..

 فألوان  الخيبات وسوء الحظ 

جعلتك تفرح بلون رمادي باهت مع تراتيل  نصيب منهك دون ملامح !!

هنا تقتنع أنك في كامل نضجك 

لما تنبش في الماضي وينفطر قلبك وتنهمر  دموعك  وتظهر للآخر كأنك أسعد الناس !!

لما يزمجر بركان الألم  وينصهر  قلبك المكلوم  وترتدي قناع اللامبالاة 

 لتواري  حزنك !!

شروخ في الروح لم تندمل رغم توالي السنين  كأنها  داء ودواء !!

مقبرة في وجدانك  لم تستوعب جثت أحلامك رغم ذلك تناضل!! 

 ستجمع  رفات  أهدافك  ومن رمادها ستصل  إلى شخصية ترجم كل من يقف أمام  جبل لم تؤثر فيه تقلبات الزمان 

لن نتعلم دون أن نتألم 

لكن رغم نضجنا  نحن تحت رحمة ساتر العيوب غافر الذنب وقابل التوب  الحنان المنان ..

بقلم جليلة فريدي 

من المغرب

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق