(فازَ توحيدُ الثُّغور)
النادي الملكي للأدب والسلام
(فازَ توحيدُ الثُّغور)
بقلم الشاعر المتألق: سمير الغزالي
(فازَ توحيدُ الثُّغور)
البحر: مجزوء الرَّمل
بقلم: سمير موسى الغزالي
هَلْ وَفَيتَ العَهدَ مِثلي
أم تَهَيَّبتَ الحُضورْ؟
هَلْ رَأيتَ الجُوعَ يَحبو
فَوقَ أَسرابِ الطُّيورْ؟
إِنَّهُ المَوتُ تَدَلّى
وتَفانَى وتَعالَى،
أَنتَ فينا لَيسَ إِلّا
ذُلَّ عَيشٍ أو ثُبورْ.
مَوتُهُمْ آتٍ إِلينا،
دافِعوا عن قِبلَتَينا،
واعْلَموا أنّ لا ثِماراً
بَعدَ أن تَفنى الزُّهورْ.
فَليَقُمْ فينا صَدوقٌ،
جابِرٌ كُلَّ الكُسورْ،
حَيثُ كُلُّ الشَّعبِ سادٌ،
وجَبّارٌ شَكورْ.
اطلُبوا العِزَّ بِمَوتٍ،
مُستَعِدّونَ بِصَمتٍ،
أَوْ فَعيشوا عَيشَ مَوتٍ،
والرُّبا فيكم تَمورْ.
فَليَقُمْ عَهدٌ جَديدٌ،
عَزمُنا نَصرٌ وعيدٌ،
في العُلا يَرقى شَهيدٌ،
في جِنانٍ لا قُبورْ.
أَوْ فَذُقْ ما ذاقَ مَخذولٌ
بِلا صَحبٍ غَيورْ.
إِنَّ نَصراً سانِحاً في الـ
رُوحِ في القَلبِ الجَسورْ.
حَيثُ لا يُرجى فِرارٌ،
لا، ولَنْ تَحميكَ دارٌ،
عَبَثاً يُرجى وَقارٌ،
والدُّنا فينا تَدورْ.
يَومَ مَنْ سَمّى وَثَنّى،
قامَ يَرجو ما تَمَنّى،
يَومَ في القَلبِ المُضَنّى
فازَ توحيدُ الثُّغورْ.
يَومَ للإقدامِ روحٌ،
والتِآمٌ لا نُفورْ،
وتَداعى الشَّعبُ في الإخـ
لاصِ دوماً أن يَثورْ.
شَعبي كالبُنيانِ صَفٌّ،
كَشُروقِ الشَّمسِ كَفٌّ،
سَيفُهُ للباغي حَتفٌ،
سَوَّروا الحَقَّ بِنورْ.
أيُّها اللّاهونَ قُوموا،
جاهِدوا، صَلّوا وصوموا،
وتَزَكّوا، لَنْ تَدوموا،
فَغَداً يَأتي النُّشورْ.
قاتِلوا بالحقِّ ظُلماً،
وعُداةً وشُرورْ.
حَقُّنا يَسمو سَماءً،
ووِهاداً وبُحورْ.
إِنَّ في النَّصرِ يَقيناً،
صادِقاً فَتحاً مُبيناً،
في العُلا مَجدٌ مَكينٌ،
لا فُتوراً لا فُتورْ.
كَيفَ نَنجو مِن ضَياعٍ؟
رِيحُ أُمّي في صِراعٍ!
وحِّدونا في ذِراعٍ،
أَوْ فَعيشوا في الجُحورْ.
يا قُلوبَ الصَّخرِ ليني،
يا قُلوباً كالصُّخورْ،
واصفَحي في الأهلِ ذَنباً،
واسفَحي وَهمَ القُشورْ.
إِنَّ في التَّفريقِ ذُلّاً،
فيهِ حِقدٌ، فيهِ غِلّاً،
يُرتَجى للنَّصرِ خِلّاً
في البَوادي والقُصورْ.
فَإِليكَ الدَّرسَ مِنّي،
مِن نُهىً لا، لَمْ تَخُنّي،
فَخُذِ النَّصرَ وغَنّي
عِندَ توحيدِ السُّطورْ.
يا نُسورَ المَجدِ طيري،
حَلِّقي بَينَ النُّسورْ،
إِنَّ في الأَعتابِ نَصراً
خالِداً يُشفي الصُّدورْ.
وحِّدونا في فُطورٍ،
قَد ذُبِحنا مِن نُحورٍ،
وأُتينا مِن نُخورٍ،
مَن سَعَى فيها عَقورْ.
بُعدُكُمْ نَرجوهُ قُرباً،
بُغضُكُمْ نَرجوهُ حُبّاً،
إِنَّ للحُسبانِ رَبّاً،
رَبَّ رحمنٍ غَفورْ.
اترُكوا كُلَّ خِلافٍ،
وتَعالَوا في سُرورْ،
وِحدَةً تَغتالُ فينا
كُلَّ أَوحالِ الصُّدورْ.
حَرِّروا أفراحَ أُمٍّ،
وإلى العَليا بِعَزمٍ،
حَرِّكوا المَسعى بِحَزمٍ،
لا كَما داروا نَدورْ.
واركَبوا رَكبَ التَّفاني،
وابذِلوا الحُمرَ القَواني،
واترُكوا ذُلَّ الأَماني
عِندَ رَبّاتِ الخُدورْ.
بقلم : سمير الغزالي
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق