(( معذَبتي ))
النادي الملكي للأدب والسلام
(( معذَبتي ))
بقلم الشاعر المتألق: غزوان علي
(( معذَبتي ))
تتيهُ معـــذّبتي في الهــــوى لهـــا
طلعةٌ مثلهـــــــــا لنْ ترى
على زندِهــــــــــا كتبتْ جملــــــــةً
تقــــــولُ أنا الصّعبةُ المـــــــــرتقى
وخطّتْ على صدرِهـــــــــــا حـيّةً
تردُّ بهــــــــــا سحــــــرَ غاوٍ رمى
تمــرُّ على القلـــــــــــبِ مرَّ النّسيمِ
فتوقـــــضُ بالرّوحِ حُلـــــــــمًا خَبَا
مــلاكٌ أرقُّ النّساءِ جمـــــــــــــــالًا
كأنَّ الجمـــــــــالَ إليهــــــــا انتهى
جمـــــــــالٌ يقـــــــاسُ بألفِ جميلٍ
ووجـــهٌ يضاهي نجـــــــومَ الدّجى
أرتني الجِنانَ بسحـــرِ القـــــــــوامِ
فيغتالُني الشّـــوقُ حــــــــــدَّ الظّما
ويدهشُني الخَصرُ رهـــــوًا رشيقًا
لــوى الرّيحَ والقلــــــبَ منذُ التوى
وينفـــــرطُ النّبضُ حدَّ اشتهـــــائي
وتخطفُ قلــبي بشهــــــــــدِ اللَّمَى
ذهلـــــــــــتُ لرمّانِ صــدرٍ شهيٍّ
ولحظٍ يشـــعُّ كــــــشمسِ الضّحى
وطاحــتْ بصبري ولا صــبرَ لي
لهــــــــــا نظـــرةٌ مثلُ حـزِّ المُدى
إذا ما نظــــرتُ إلى مقلتيهــــــــــا
رأيتُ الـــــــــــذي يزدري بالسّـنا
عـــيونٌ ولكـــــــــــنْ تثيرُ الجنونَ
جفونٌ ولكــــــــــــــنْ تذيبُ الحشا
تباركـــتِ يا حلــــــــوةً في الدّلالِ
وبوركــــــــتِ يا فتنةً للــــــــورى
فمثلكِ لمْ أرَ في الخلــــــــــقِ طُرًّا
جمـــــــــــــــالًا بهيًّا شهيَّ الرّؤى
لقد جنَّ عقلي بهذا الجمــــــــــــا
أسيرُ الجمــــــــالِ طويلُ الشّقـــا
تنادي عليكِ الشّفاهُ تعـــــــــــــالي
أصيحُ مِن الشّــــــــــوقِ أنّي هـنا
وإنّي تركتُ غرامَ المــــــــــــلاحِ
وكلُّ غــــــــــرامٍ ســـــواكِ انتفى
فلمّا رأتني أهــــــيمُ اشــــــــــتياقًا
وإنّي بهـــــــــا معجبٌ في الهو
وبالقلــــــبِ مِنْ حبِّهـــــــا جمرةٌ
تشبُّ سعيرًا كجمـــــــــــرِ الغضا
فمطّتْ حواجبَهـــــــــــا ثمَّ هزّتْ
يديهـــــــا ومنهـــــــا الغرورُ بدا
رمتني بِخَـــــزْرِ العيونِ وجاءتْ
بلفظٍ يحـــــــــــاكي سقــيط ُالنّدى
تغــــــــــاوتْ تميسُ بقـــدٍّ رشيق
وقالــــتْ منالي كنجـــمِ السُّهـــــا
وتسخـــــــرُ منّي تقـــــــولُ ألا يا
وتمضي ضحــــوكًا تحثُّ الخطا
غزاني الغرامُ فماذا أقـــــــــــولُ
أراني لعقــــــــــلي فقــدْتُ الحِجَا
تكهــــربَ قلبي فكـــــــــــادَ يشقُّ
الضّلوع إليهـــــــا ويطوي المدى
أنا عاشقٌ لا يهـــــــــــابُ المنونَ
وأنّى لمثلي يخــــــــــــافَ الرّدى
هـــــو العشقُ فيهِ تضلُّ العقـــول
ويأسرُ منّا فــــــــــــؤادُ الفــــــتى
نسيتُ وقـــــاري أمامَ الجمــــــالِ
دفنتُ عفـــــافي وعفّـــــتُ التُّقى
فقدْ هــــزّني الشّوقُ هــزَّ الغصونِ
فكـــــــــــدتُ أمـــزّقُ منّي الرِّدا
أنا إنْ رضيتُ بمــــرِّ الجفــــــــا
عســـــــــــاني بيومٍ أنالُ الشّفـــا
ســــلامٌ على حسنِهـــــا إذ يرينا
ضروبَ الجمـــالِ وسحرَ الغَوى
على خـدِّهــــــا النّاصعُ المشتهى
توشّحَ بالــــــوردِ لمّــــــا أكتسى
على طرْفِهــــا وهو يجذبُ قلبي
على رمشِهـا السّيفُ لمّا انتضى
على خطوِهِا وهي تمشي اختيالًا
تضيءُ الدّروبَ بسحـــرِ الخُطى
على صدرِها كبرياءُ الجمـــــالِ
تكـــــــــــوّرَ بدرًا شهـيَّ الجُنى
على جيدِهــا وهو أنعـــــــمُ مِنْ
حــريرٍ بهِ جسمُهـــــــــا قد زها
علـى خصرِهـــــا إذْ يميلُ دلالا
فتشــدوُ الطّيورُ بلحـــــنِ الصَّبا
على ريقِهــا وهو أصفى زلالًا
مِن الشّهـــــدِ كانَ لذيذَ المُستقى
علــــــى شـفتينِ تديرانِ رأسي
فتلكَ الشّفاهُ كزهـــــــــرِ الرُّبا
على صوتِها وهو أعـــذبُ مِنْ
هــديلِ الحمــــامِ ورجعِ الصَّدا
على خالِهـــــا وهو حبّةُ مسكٍ
عـلى خدِّهــــــــــــا نافحٌ بالشّذا
على شعرِهِـــــا سارحاً قد تدلّى
كحقلٍ مِن الوردِ فـــــوقَ القفـا
يكادُ لهــــــا ينزلُ الغيثُ عشقًا
يقبّلهــــــا مِنْ غـــــــرامٍ قضى
وكلُّ جمــــالٍ لهــــــــــا ينتمي
أنا الصّبُّ فيهــــــــا أنا المبتلى
..................
شعر ورسم / غزوان علي
توثيق: وفاء بدارنة