الاثنين، 18 مارس 2024


رسالةُ مسنّ لزوجة ابنه:

النادي الملكي للأدب والسلام 

رسالةُ مسنّ لزوجة ابنه:

بقلم الشاعرة المتألقة: لمياء فرعون 

رسالةُ مسنّ لزوجة ابنه:

أبـنيَّتي لا تـغـضـبـي لضغـيـنـتي

قـد قـلـت ِشـيئاً قد أثـار حفيظتي

إذ كـالـعــدوِّ رمــيـتـِني بـقـذيـفـةٍ

أودتْ بـلـبِّـي واستباحتْ طـيـبتي

وأنـا الَّـذي يــومـاً حـسبـتـكِ درَّةً

ووثقـتُ فيكِ ونـلـتِ كلَّ مـحـبـَّتي

قد خاب ظنِّي حـيـنَ قـلـتِ بـأنـَّني

أُفشي أمـورَك وامتهنتِ كـرامـتي 

هل ماسمعتُ من الهـراء حقـيـقـةً؟    

أم أنَّ سـمـعيَ قـد أُعِـلَّ كرؤيـتـي  

فـوقـفـتُ كالمشدوه لستُ مصدقـاً 

أبكي على حظِّي التعيسِ بـدنـيتي

قـد كنتُ أمشي في الحياة بطيـبـةٍ

والكلُّ يمدح مسلـكي ومـسـيـرتي

العيـنُ عن كلِّ الـذنـوب تـغافـلـتْ  

ولسـانُ حـالي لا يـبـوح بشكـوتي

إذ أنـَّنـي ولسـوء حـظـي مُــرغـمٌ

بالصمت حتى لو سـمـعتُ مسبَّتي

فـلـقـد نشـأتُ بـأسـرةٍ مــهـيـوبــةٍ

وعـقـولـُهــا مــزدانـةٌ بـالحـكـمــة

لـكنَّ صـبـري فـاق حـدَّ تـحـمُّـلـي

فاعتلَّ صدري من ظروف معيشتي   

الـنـومُ غـادرني وجـفـنـي مُـرهَـقٌ

والعقل أغضبَه امـتـهـانُ كـرامـتي

فـغـدا كـمـا الـبـركان في غـلـيـانـه 

من شـدَّةِ الـنـيـران شـبَّـتْ ثـورتي

سـأغــادر القصرَ الَّذي قـد ذلَّـنـي

فـلـقـد سـئـمـت مـذلَّـتـي ومـهانتي

مـاعـدتُ أرغـب في البقاء بساحه

فالعيشُ أجملُ في مضارب خيمتي

سـأعـود للبيت الـعـتـيـقِ فـعـطـرهُ 

يحيي الفـؤادَ يعيد ذكـرى أسـرتـي 

ربَّــاهُ إنِّـي قـد تــعــبـتُ ومـسَّـنـي

قــرحٌ فـخـذنـي يـارحـيـم لتربـتـي  

بقلمي لمياء فرعون

سورية-دمشق

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق