(( الأمٌُ لَحنُُ لِلخُلود ))
النادي الملكي للأدب والسلام
(( الأمٌُ لَحنُُ لِلخُلود ))
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
لمناسبة عيد الأم في أول أيام الربيع أقول :
(( الأمٌُ لَحنُُ لِلخُلود ))
نشأتُ في أحشائِكِ عَظماً ولَحما
حَمَلتِني تِسعاً من الأشهُرِ هَوناً وصَبرا
كَأنٌَها يا أُمٌُ في ثِقلِها دَهرا
في كُلٌِ ثانِيَةٍ تَحلمين أن أولَدُ بَدرا
حُلُمُُ يُراوِدُ مُهجَةً نَقيٌَةً قَد أُشبِعَت طُهرا
يا لَها مِن مُهجَةٍ يا أمٌُ لا تَعرِف في صَبرِها قَهرا
وحَبليَ السُرٌِيٌُ كَم مَدٌَهُ قَلبكِ بالغِذاء ... والدَمُ يَترى
وجاءَ يومُ مَولِدي والمَخاض ... وصِرتُ طِفلا
وَكَم سَهِرتِي بَعدَها يا أمُّ لَيلا
أرضَعتِني من صَدرِكِ كُلٌَ الحَنان حَولاً فَحَولا
أنامُ وتَسهرين ... أشبَعتَني من الحَنين
وَكُنتُ في حِجرِكِ طِفلاً هَنيَّا
بينَ زِراعَيكِ أغفو مَليَّا
وعِندما أصحو أرى وجهَكِ الجَميل يَحنو عَلَيٌَ
يَبسُمُ ويُشرِقُ بالحَنانِ وتَلمَعُ المُقلَتان سَويٌَا
لا تَشتَكي ... لا تَتَمَلمَلي
هالَةً من عَطفِكِ لِناظِري تُظهِرين
كالمَلاكِ لِلخَيالِ تَمثُلين
ويمضي يا أمي الزمان
ولَم أزَل أشعُرُ بالأمان
كُلٌَما بالقُربِ مِنٌِي تَجلِسين
وأنتِ لَم تَزَلي لِهَمٌِيَ تَحملين
لا زِلتِ يا أمّيَ لا تَشتَكين
ولَقَد كَبِرتُ يا أمٌَاه ... ولَم تَزَلي تَبسُمين
وعلى كاهِلي تُرَبٌِتين ... ولِشَعري تَمسَحين. ... ولِهَمٌِي تَحمُلين
لا زَلتِ يا أُمِّاهُ نَبعاً لِذاكَ الحَنين
وفَجأةً تَرحَلين ... وبَعدَ كُلٌِ العَناء تُغادِرين
بَعدَ أن فَرَشتي لي دَربَ الحَياة ورداً وتِبرا
متى أرُدٌُ الجَميل ... يا أماه ... وفي عُنُقي لَكِ نَذرا ؟
والآنَ قد صِرتِ في ظاهِرِ المَدينَةِ قَبرا
طَيٌَب اللهُ الثَرى وَرداً وزَهرا
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق