الأحد، 31 مارس 2024


*** ستنجلي الغيوم. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ستنجلي الغيوم. ***

بقلم ال كاتبة المتألقة: مها حيدر 

*** ستنجلي الغيوم. ***

لم يكن مفاجئًا ، صوت الانفجار ولا الدخان ولا منظر سقوط الأبنية ، كان أبي يحضن اختي الصغيرة ذات العامين ودموعه تتساقط على لحيته وقد بللت ثيابه ، الخوف في عينيه على اخوتي بعد أن فقدنا امي قبل يومين أثناء سقوط الدار على رؤسنا بعد قصف شديد أحرق الأخضر واليابس ..

- ابي .. انا خائفة !!

- ابنتي الحبيبة .. انا بجانبك ، ستكونين بخير 

- لكني جائعة ، واختي بدون حليب !!

- الله معنا .. ستنجلي الغيوم قريبًا ..

كانت حجارة أنقاض البنايات المهدمة قريبة مني ، صوت الصراخ وبكاء الأطفال يملأ المكان ، بين خوفي وحماسي ، تناولت حجرًا بحجم راحة يدي ونهضت مسرعة الى الساحة القريبة منا ..

لم يكن ابي منتبهًا لي فقد كان مشغولًا بمحاولة اسكات طفلتنا الصغيرة ، وقفت على كومة من الأنقاض ونظري متجه صوب الشارع ، أغمضت عيني لأتذكر ما كنا نقوم به وأطفال الحارة عندما يمر جنود الاحتلال أمامنا !!

- نعم سأرشقهم بوابل من الحجارة ، سأخذ بثأر امي وبقية أهلي وجيراني ، سأطردهم من أرضي ، وسأرفع راية النصر على سطح دارنا المهدمة ..

- ماذا تفعلين هنا ، القصف شديد وقريب  !!

هكذا صرخ ابي بعد أن هز كتفي محاولًا تنبيهي من تهيؤاتي أو أحلام يقظتي ..

- لن يمروا .. سأقاوم !!

- انهم لا يعرفون سوى لغة الموت !!

- إذن سألحق بأمي ..

- صغيرتي .. كلنا سنلحق بها ، لكن من سيعمر بلدنا بعدنا !!

هنا توجهت لاخوتي حضنتهم وقبلتهم وكأني اودعهم ..

- ابي .. سنبني وطننا ، فنحن لا نخاف الموت ، لكن أرضنا لا نفرط بها ..

بقلم : مها حيدر

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق