*** قسم. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** قسم. ***
بقلم الشاعر المتألق: نصير الحسيني
*** قسم. ***
طَلَّ عَلَى الطَّرِقَاتِ
عَلَّكَ تَجِدُ آثَارَ مَنْ رَحَلُوا
وَاسْأَلْهَا هَلْ عِنْدَهَا خَبَرٌ
يُرَوِّي ظَمَأَ قُلُوبٍ عَطِشُوا
تَسْقِيهِمْ خَبَرًا يُطْمَئِنُّ
أَفْئِدَةً عَلَى جَمْرِ الشَّوْقِ يَتَصَبَّرُوا
وَالْعُيُونُ يَمْلَؤُهَا الدَّمْعُ
وَالصُّوَرُ فِي زَوَايَا الذَّاكِرَةِ حُشِرُوا
بَاهِتَةُ الوَانِهَا مَشَقَّقَةٌ
تَتَقَدُّ وَهْجًا مِنْ بَأَرْضِهِمْ تَشَبَّثُوا
بَيْنَ سَائِلٍ عَنِ الطَّرِيقِ
وَغَرِيقٍ فِي بَحْرِ الغَدْرِ اخْتَفُوا
وَبَيْنَ طَامِعٍ عَلَى مَغْنَمٍ
وَبَيْنَ سَائِلٍ عَنْ خَلِّهِ أَيْنَ سَكَنُوا
تُصَطْلِيهِمْ أَنْفَاسُهُمْ وَجْدًا
تُدَفِّعُهُمْ حَدَّ الجَحِيمِ يَلْجُوا
يَا نَفْسُ كَمْ عَانَيتِ مِنْ غَدْرٍ
وَلِوُصُولِهِمْ غَيْرَكِ كَثِيرٌ لَمْ يُفْلِحُوا
تَرِيثِي أَنَّ العُمْرَ قَدْ غَدَا
بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ لَعَيْبِهِمْ فَضَحُوا
كَمْ خَابَتْ آمَالُهُمْ بِكَسْرِ شَوْكَةٍ
أَبْطَالٌ عَلَى السَّوَاتِرِ رَقَدُوا
أَما الْمَوْتُ أَوِ الشَّهَادَةُ نَصْرًا
هَذِهِ الأَرْضُ بِقُلُوبِهِمْ مَسَكُوا
لِيَكْتُبَ التَّارِيخُ بِكُلِّ بِفَخْرٍ أَسْمَاءَ
مِنْ ذَهَبَ خَلَّدَتْ أَسْمَاءَ مَنْ اسْتُشْهِدُوا
هَا هُنَا أَنْقَى الدَّمَاءِ سَالَتْ
دَمَاءُ مَلائِكَةٍ فِي جَنَانِ الخُلْدِ خَلَّدُوا
لَمْ وَلَنْ يُسْتَنْزِفُ إِيمَانُهُمْ
بَلْ زَادَهُمْ إِيمَانًا بِمَا آمَنُوا
أَنَّ الأَرْضَ وَالعَرَضَ لِأَجْلِهَا
الشَّهَادَةُ أَرْوَاحُهُمْ تَسْتَحِقُّ أَنْ يَدْفَعُوا
يَا أَيَّتُهَا السَّمَاءُ اشْهَدِي وَاكْتُبِي
نَصْرَهُمْ بِخَيُوطٍ مِنَ الشَّمْسِ كَتَبُوا
أَنَا هَا هُنَا وَالأَرْضُ بَاقِيَةٌ
مَا بَقِيَتْ أَرْضٌ وَأُمَّهَاتُ لِأَبْطَالٍ وُلِدُوا
لَنْ نَرْكَعَ لِغَيْرِ اللَّهِ أَبَدًا
فَلَا آبَاؤُنَا وَأَجْدَادُنَا لِغَيْرِ اللَّهِ رَكَعُوا
هَذِهِ وَصَايَانَا لِأَبْنَائِنَا وَأَحْفَادِنَا
طَرِيقُكُمْ كَمَا تَعَهَّدْنَا وَأَقْسَمْنَا سِيرُوا
بقلم : نصير الحسيني
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق