معارضة شعرية
النادي الملكي للأدب والسلام
معارضة شعرية
بقلم الشاعر المتألق: د.محمد مكي
معارضة شعرية
Mariam Adib Krayem
قالت
غدًا تحلو
رماديّون..
صَبَّ الغيمُ فينا
شتاتَ الماءِ وٱخترقَ اليقينا!
ومحتشدون في عنق القوافي..
يلوِّعُنا الجوى
كي يستكينا…
كأنّا من أصولِ القمح لمّا
نُغلِّفُ وجه خيبتنا طحينا..
ونضحكُ
ثُمّ نضحكُ… ثمّ نبكي
لنجترحَ البشاشةَ متعبينا
تلوذ بنا الضّفافُ
إذا تناءت
كبحّارٍ يلوذُ بجذعِ "كينا"!
وإن ناح الرّصيفُ غداة لأيٍ
نسارعُ كي نزيدَ البلَّ طينا..
ورِثنا الصّبرَ عمّن قال: "حتمًا..
ستُشرقُ من عيون الحالمينا
ستولدُ من بطون الزّهر بشرى
تشقُّ زحام من قاسَوا سنينا.."
أيُعقلُ أن نُكنّى بالحَزانى
وألّا يستحيلَ الدّمعُ تينا
وألّا يحملَ العنقودُ أنثىً
تُؤنّثُ شوكَنا ليضوعَ لينا؟
"غدًا… تحلو"
تقول لنا جراحٌ
رأت ملحًا لذيذًا يقتفينا
ونافذةً على فرحٍ عتيقٍ
تَخمّر في خوابي النّاظرينا
غدًا تحلو… فكونوا رهن ضوءٍ
أتى كي ينفُخَ الأبواق فينا
مريم أديب كريّم
وقلت
رماديّون.. ؟؟!!
ولكن فيك يشرق ضوء شمس
سيٌقصي من رماد العابثينا
ويبزغ (مريم) في الأفق بدر
سيَجلي من غمام يحتوينا
هنيئا كم عبرتِ هنا صعابا
وبين الأفق أسعدتٍ العيونا!
تلين إليكِ أعناق القوافي
ويغري الحرف فيك الناظمينا
فإن نهبوا حليب الطفل يوما
بصدر الأم
أو نهبوا المؤونا
ستطحنهم رياح ذاريات
وتمقتهم عيون الكادحينا
قيا ليت الألى شبعوا رمونا
فتاتا لم يزيدوا البل طينا
ضجرنا (مريم) منهم أليسوا
أضاعوا العمر فينا والسنينا؟!
ولكنْ بنتُ بيروت ستمضي
بعز لن تهون ولن تلينا
سترسو في ضفاف الفجر سفن
وتعلو في سماء الخالدينا
سنرقب فيك شمسا ما تناءت
ونقطف فرحة عذراء فينا
فهذي الشمس تشرق كل يوم
وتعلو عن أيادي العابثينا
غدا تحلو ويسعد كل طير
ونملأ روضنا فلا وتينا
كما العذراء والزهراء نشدو
جمالا قد تضوّع ياسمينا
بقلم : د محمد مكي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق