*** إلى ابنتي ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** إلى ابنتي ***
بقلم الشاعرة المتألقة: امية الفرارجي
*** إلى ابنتي ***
وليس الذكر كالأنثى
تمنيتها أنثى ..
وكنت العطية من الإله
خشيت عليك من الحياة
ومن عثراتها
أحببتك حبا بلا ضفاف
وعشت لك مدا وجذرا
واحتملت الجفاف وسنين عجاف
ومددت لك يدا وأهديتك عمرا
كنت أغلى عندي مني
ومن الخلق جميعا..
احتملتك وحملتك على ظهري
علمتك الأشياء..
دللتك وذللت لك الصعاب
كبرت معك تساؤلاتك
ونزعتي شرائط الضفيرة
وحللتي عقدتك
كيف وكيف ومتى وأين..؟وغيرها
ألف سؤال وسؤال ..بعد المائة
مسكينة وشغوفة ومشاغبة أنتِ
وكأن الخوف منك ..لا عليك
كبر الشغب..وتضاعفت شقاوتك
حتى غدت تذمرا وتمردا
وبلغ السيل أعلاه..وأقصاه
وما أقسى الوجع
حاولت جاهدة لإيقاف طوفانك
كم كنتُ مستعدة للنصيحة
لوتطلبين..
جاءت رياحٌ عاصفة واقتلعت الاخلاق
وباتت أعرافنا بائدة قديمة
كطفل يحبو على أربع
أو عجوز تخطو بعكازها
وبقيت أنا وظلي ..
وثماري المتساقطة حولي..
أضمد التجاعيد العميقة
أنثر الملح على جرحي
وأتسند الحوائط
ابنتي المتمردة
لا زلتِ صغيرة
وسترغبين يوما بالسؤال من جديد
ولا جواب ..
انكشف وجعي وخيانة الأيام
لم تسألين عن البراءة وحمرة الخجل
والوجنتين
والأعراف المحرجة.. والعجائز
وجدّتي المسنة
كل شيء كان لروحها امتدادا وجمال
وتطاول العمر وخريف الذكريات
لا تسلكي نفس المسار
وكوني حرة واعتلي منبر القوة
وقولي..أستطيع
لا تكوني نسخة مني ولا تغتري بالحياة
تمتعي بعقلك الراجح
وتناسي كل موقف أو لفظ جارح
لا تكوني عبدة للآخرين وللقيود
ولكن ..لا تطأ قدماك خلقا
ولا تنكر روحك ..أمّا..
تعذّبت وقت المخاض
وطار عقلها فرحا وحبا
وقالت : حمدًا للإله
أنني أنجبت أنثى
بقلمي.. امية الفرارجي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق