الخميس، 4 يناير 2024


*** عَــقــل ٌ أنـا. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** عَــقــل ٌ أنـا. ***

بقلم الشاعر المتألق: حكمت نايف خولي 

*** عَــقــل ٌ أنـا. ***

ذهِلَ الـفـَنـاءُ تـقـَوَّضتْ أركـانـُهُ

وهوى الجَّحيم ُ مُهَشـَّما ً وَتبَعْثرا

كذب َ الفناءُ مُرَدِّدا ً قول َ الورى

المَرْءُ من طين ٍ وَمثواه ُالـثــَّرى

وَيخال ُ نفسَهُ قد أصــابَ بـقـولِـهِ

ذهبَ الجُّـنون ُ بعقلِهِ فــتـَجَبـَّرا

وطغى على الإنسـان ِ ثم َّ أحالـَهُ

شبحا ً يَهيمُ مُضعْضَعا ً مُتحيِّرا

جسدٌ تفتـَّت َ واستحال َ عناصرا ً

من ذا يُصدِّقُ يقظة ًبعد الكرى

خَسيءَ الفناءُ ومن يقولُ مُروِّجا ً

رأيا ً يُشاع ُ مُـزيـَّفـا ً ومُزوَّرا

من قالَ أنـِّي قد جُبلتُ منَ الثـَّرى

أنا لست ُ ظلا ًّ زائفا ً أو منظرا

أنا لسْت ُطـينا ًكـوَّنـَته ُ شـوائـِب ٌ

أنا لسْـت ُ مـاءً أو هواءً أغـْبَرا

لست ُالخلايا في الد ِّماغ ِ ولا أنا

نسْجٌ مـِنَ الذ َّرَّات ِ حيك َفأثمرا

لستُ الدِّماغ َوفِعْـلـَهُ، عَـقـْـلٌ أنـا

لمَسَ التـُّرابَ بِنوره ِفاسْتشـْعَرا

من ذا يُصدِّقُ أنَّ طيـنـا ً خامـِدا ً

يَلِدُ الحياة تـشَـعُّـبا ً وَتـفـَجُّــرا

ومنَ الخلايا قد أشعـَّـت ْ طاقـة ٌ

أعْطتْ خَيالا ً مُبْدِعا ً وَتصَوُّرا

أعطت ْ منَ الذ َّرَّات ِحُـبَّـا ًدافئا ً

ومنَ الدِّماءِ عَواطِفا ً ومَشاعِرا

ومنَ العُصيبات ِ البليدة ِأنـْبَـتت ْ

عَقـْلا ً يَجول ُ مُنقـِّبا ً مُـتـَبَـحِّرا

نفـْسا ًتحيكُ منَ الحواس ِخواطرا

وَلـَدت ْ حَنينا ً للخلود ِ فأبْـهَـرا

تـبـَّا ًلعَـقـْـل ٍ ما تفهَّمَ ذاتـَــه ُ

فـكـَبا بسَعْـيِـِهِ تائِها ًوَتعَـثــَّـرا

هوَ جَوْهَرٌ صاغ َ الإله ُنسيجَه

نـورٌ نـقـي ٌّ خَـالد ٌ لا من ثرى

بقلم : حكمت نايف خولي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق