* يَا عَاشِقَةَ الشِّعرِ والوَردِ *
النادي الملكي للأدب والسلام
* يَا عَاشِقَةَ الشِّعرِ والوَردِ *
بقلم الشاعر المتألق : فتحي فايز الخريشا
* يَا عَاشِقَةَ الشِّعرِ والوَردِ *
يَا عَاشِقَةَ الشِّعرِ والوَردِ،
يَا صَمتَ هُدُوءِ السُّكُونِ حينَ يُنصِتُ لِحَسِيسِ نَارِ تَوَقُّدِ الجَمَالِ،
يَا صَلاةَ عِشْقِي حينَ مِن ظَمَىءِ الحُبِّ فِي لَوعَةِ الٱشْتِيَاقِ أضيعُ،
حينَ لا أجِدُ سِوَىٰ نُورِ وَجْهِكِ فِي ظُلمَةِ الضَّيَاعِ قُبلَةً لِلٱهْتِدَاءِ،
أَنتِ أَجْنِحَةُ الحُرِّيَّةِ الَّتِي لَا يُقَيِّدُها أَخَادِيعُ قُيُودٍ،
لَا ولَا يُطَوِّقُهَا حُدُودُ الوُجُودِ،
أَنتِ سِرُّ نُورِ كُلِّ سِرَاجٍ يُضِيءُ مِن فَيضِ المَحَبَّةِ عَلىٰ مُهُجَاتِ القُلُوبِ،
يُضِيءُ رُنُوَّ الطَّارِفَةِ حَيثُ تَزِفُّ كَمَا كونٌ تَوَهَّجَ لِيَنبَثِقَ مِنهُ سَابِغُ أَكُونَ،
لَا أُطْفِئت لَكِ مِن نَجْمَةٍ عَلَىٰ رَأْرَأَةِ سَرَابٍ وفِي طَامِسَةِ فَنَاءٍ،
أَنْتِ الجَمَالُ إذْ جَمَالُكِ يُحيِينِي حِينَ فِيكِ أَذُوبُ وَجْدًا في نَاضِرِ النُّورِ،
حينَ أَسْتَغْرِقُ فِيكِ تَأَمُّلًا يَنسَكِبُ سِحرُ الخَيَالِ سَافِرًا لِحَقِيقَةِ ٱنجِلَاءٍ،
فَيَا أَنتِ يَا عَاشِقَةَ الشِّعرِ والوَردِ،
أَيَّتُهَا المُجَنِّحَةُ فوقَ المَدَائِنِ بِتَرَانِيمِ السَّلَامِ،
السَّاهِرَةُ فِي أَحدَاقِ اللَّيلِ المُرتَحِلِ في شِراعِ المَجْهُولِ،
يا طَلْعَ الضِّيَاءِ مِن وَسْطِ حُلكِ الظَّلَامِ،
يا قابِضَةَ جَمرَةِ زُهْدِ العَوفِ في كَأْسِ وَلَهِ العِشْقِ،
بينَ حَميمِ الرَّغْبَةِ لأُلْفَةِ الوِصَالِ وبُؤْسِ العُزُوفِ لِلَّظَىٰ الٱجْتِوَاءِ،
إِنَّ الحُبَّ لَيْسَ وِشَاحَ عُبُودَةٍ يَتَأَزَّرُ بِهِ الفُؤادُ دُونَ فِيهِ أن يَذُوبَ،
إِنَّ العِشْقَ نُورٌ ونَارٌ تَتَدَفَّأُ بِهِ الأَرواحُ وتَسْتَضِيءُ العُقُولُ،
عَطاءُ فَضَاءِ الحُرِّيَّةِ أمامَ كَمَالِ الجَمَالِ،
إِنَّ العِشْقَ لَيْسَ كَأْسًا مِن خَمرِ الهُيَامِ المُعتَقِ عَلَىٰ مَائِدَةِ الحَبرَةِ يُرتَشَفُ لِهجرٍ ونِسيَان،
لِأَنَّ غَرَامَ العَاشِقِ حِينَ يَطُلُّ مِنْ أعمَاقِ أَعَالِي لُبِّ الذَّاتِ هُوَ وَجْهُ حَقِيقَةِ كُلِّ ضِيَاءٍ،
لِأَنَّ غَرَامَ العَاشِقَةِ رَونَقُ بُسْتانِ المَحقَلَةِ بِأَجْنُحِ الصُّعُودِ لِرَابِيَةٍ زَاهِرَةِ العَلْيَاءِ،
ولِأَنَّ يَا أَنتِ يَا عَاشِقَةَ العِشْقِ والشِّعرِ والوَردِ،
أنتِ تَجَلِّي مَوثُوقَ الوَاقِعِ وصِدقِ الحُضُورِ،
أَنتِ جَوهَرُ كُلِّ رُقِيِّ سَامٍ وفَيضُ كُلِّ إِشْرَاقِ نُورٍ.
من ديوان حديقة النور لمؤلفه : المهندس فتحي فايز الخريشا
( آدم )
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق