( التاريخ الأسود )
النادي الملكي للأدب والسلام
( التاريخ الأسود )
بقلم الشاعر المتألق : عبد الحليم الشنودي
( التاريخ الأسود )
-----------------------
(سَقَـطَ الـقِـناعُ عَـنِ الـوُجوهِ الغادِرَةْ )
وطَـبـيـعَـةُ الـجُـبَـنــاءِ بــاتـتْ ســافــرةْ
لَــمَّـا أرادوا الــسَّــطْـوَ بــاسْــمِ مُـحَـمَّـدٍ
وَمُـحَـمَّـدٌ لا يَــصْـطَـفى مَــنْ آ ثَـــــرَه
سَحَـبوا مياها من معين الدّين واغْـ
تَـسَـلوا بِما قد طيَّروا من أبخرة
وَتَـحَـسَّـسـوا مَـثَلَ الـمَـديـنَـةِ نَـهْـجَـهُمْ
(بالـدِّيـنِ والـدُّنْـيـا) نَــؤُمُّ الــحـاضِرَةْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حِــرْصـا عَــلى ديـنٍ رأيْـنـا جَـمْـعَـهُـمْ
وكـأنَّ دُنْـيــا الـنّــاسِ مَـسَّــتْ آخِـــرَةْ
الـمُـصْحَـفُ الـمَـرفـوعُ أثْلَجَ صَـدرنـا
فَـتَـنَفَّستْ حَــمْـدا جُــمــوعٌ هـــــادرةْ
وبِـصـرخـةِ الـتَّـكـبيرِ ســالـت دمـعــةٌ
وبـصَـيـحة الـتَّـوحـيدِ ذابـت حَنـجـرةْ
فَـمِـنَ الـحـمـاقـةِ أن نَـصِـفها بِمَسـرحٍ
ومـن الـغَـبـاوةِ أن نــقـولَ : مُـؤامـرةْ
هــل لِـلـتَّـسَـتُّـرِ بالـعـقــائـدِ مَــســرَحٌ
أو لِـلـحقـيقـةِ فى الـمـسـارِحِ مَـنْـكَـرةْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لـكـنَّـهُم جَـعـلـوا الـدِّيـانَـةَ نَـهـجـهُــمْ
صَـبغوا بِـلـوْنِ الـدّيـنِ فِـكرا لـم نَرهْ
جَعـلوا الـوِصـايـةَ فى ذَويـهـم إمْـرةً
وَحِـراسـةَ الـديـنِ الـحـنيفِ مُنَـظَّـرةْ
نـبذوا الـتَّوافُـقَ إن تَـخَـطَّى فِـكرَهم
وإنِ اسـتـمدَّ مـنَ الـكـتابِ مصـادِرهْ
لا قَـــولَ فى الإســـلامِ إلا قـولُـهــمْ
مهما أتى بصريحُ نَصٍّ أنكره
لـكـنَّهـم مـلَـكوا الـحقـيقـةَ وحــدهـمْ
فـا لديـنُ مـن سُـلطانِـهم فى قَيْصَرَةْ
طَـلُّوا عـلى السَّـطحِ الفسيح فَضيَّقوا
وتَـغافَلواـ عَمدا وزوراـ جَــوهَــرهْ
حـتى مـناراتِ الـعـلوم ورمــزِهــا
كادوا لـهُ واسـتَـنْكـروا مـا أثْـمَــرَهْ
با لأمرِ والـنَّهى استَحَلُّوا الـدينَ سَيْـ
ـفا غالني في لحمتي والآصِــرَةْ
فَـمُهِـمَّـةُ الـمُفـتى إجـازَةُ مَـطْـلَــبٍ
وَمُـهِـمَّةُ الـفـتوى لَـديهم مَـنـصـرةْ
عـابوا على جُندِ الـكِـنانةِ عِشْقَهـم
لِلمـوتِ حُـبا فى الرمـالِ الـطّاهرةْ
لِـلذَّودِ عن أرضٍ وعِـرضٍ لِلْوُثـو
قِ بِانَّ مِصرَ بِعــونِ رَبٍّ قـــادرةْ
أن تَـحـفظَ الشُّطـآنَ والبُـنيـانَ أنْ
تَـبقى لِـدينِ الـلـهِ دوما ناصرةْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قـد أجـرموا وتَحَصَّنوا بِـقـداسـةٍ
كُـل الجـرائمِ باسْمِ رَبٍّ مُـؤجَـرةْ
عَبَثِـيَّـةُ الإبـطاء أغرت جُـبـنهـمْ
وفَـصـاحةُ الإجرامِ باتت مَفخَرَةْ
لـم يُـثْنهم زحْـفُ الـوفودِ لِـبـيـتِهِ
فـتربَّصوا بالـشَّيخ يَـعلو مِـنـبـره
لا حُـرمـةَ القرآن راعَـت قـاتلا
أوصَـيحة الآذان شَـلَّت خِنجَرَه
غالوالـصلاةَ مع الـمُصلى مِثلما
فرشوا المساجدَ من دمى والأديِرةْ
لـكنَّـهُ الـتَّمحيصُ قد بلــغ الـذّرا
وسَتَسلمى من كـيـدهم يا قاهـرةْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(عبد الحليم الشنودى)
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق