في سراديب ليالينا
النادي الملكي للأدب والسلام
في سراديب ليالينا
بقلم الشاعر اامتألق : عيسى نجيب حداد
في سراديب ليالينا
غفَتْ لهفاتُنا،
وسكنَ حلمُنا مرتجفًا،
باحَ بمنطوقِ علاقةٍ شائبة،
وهتفَ للخيال:
كانت حريّتُنا هناك معطوبة.
بين فواصلَ تُنكرُ المحال،
غرقنا في بحورِ خطيئة،
ضجَّ منها قولٌ صريح
يفضحُ مُفسدَ دهرِنا علنًا.
يا متوشّحةً بكذبك،
هناك سرديّةٌ من تفاصيلَ لنا،
بين وسادتكِ وغفواتكِ
تسلّلتُ بعتماتِ ليلكِ ذاك.
في رواقٍ مكشوف
كانت بصماتي تُكلّل وصاياي،
ورهنُ ذبيحِ. قولي
على دروبكِ
يفصحُ بلذّاتِنا معًا.
تذكّري
كم اغترفنا من كأسِ رضاعةٍ
لشهوةِ فرح،
وتغمّستْ فيها سُرواتُ ظلمتكِ
في غِطاءِ نومكِ.
يلهثُ خصركِ
في فترةٍ هامسة،
يجوحُ بين زواياي،
يا فاتنةَ ذاكرتي،
كُلُّكِ حلمٌ مدجّج
في حواضنكِ.
يناعسُ ليلةَ خميسكِ
كلّما رحلتْ سابقتُها بعِلم،
وحين وهجتْ شمعةُ سهرِنا
عشنا كينونتَها دون وداع
ليتضاحك حرفي
جولةَ كلماتٍ مسافرة
بقهقهة،
حتى سمع السُّكارى
صهيلَ رجفةِ ولع.
نقشتُ قصيدتي
بين صكوكِ صحوتكِ بسروري،
وقدري سكنَ روضَ زهوركِ
في مهجةِ ربيع.
صار يُداوي عليَّ حرماني
كلّما مرَّ شوقٌ راحل،
ليذوبَ في عمقِ حنيني
بغفلةٍ
تسهوها صحوةُ لذّة.
هناك رسمتُ ملامحي
غريبًا
سرق باكورةَ حلم،
وودّع رجفاتِ دامت في لقاءِ بقاء.
تذكّري
كم هززتُ فراشَ رغبتكِ
بغرزةِ مناهجي،
وكُلُّ فنوني عرجاء
تنسمت طيبَ عطارتكِ هناك.
تسوّلَ رحيلُنا
على عتباتِ قولِنا:
غدًا سنعاودها،
حيث سبحَ قصيدُنا
في نضبٍ عميق
يرتجفُ عرقًا.
شطآنُ بوحِنا
تحت شمسٍ سرحانة،
ديواني مجروح
بغربةٍ دامعة
يناهض وجعَ عمره.
فاق وصفُه،
فضحكَ للغيبِ مبتسمًا
في مروجِنا،
سقاه غيمٌ نديّ
حتى رويتْ محاسنُه بقداسته.
تلحّفنا سكونٌ مسعور
بلحظاتٍ
صحاها الكشف،
ونُقشَ عنوانُ ذكرى
لنسجِ حقيقةٍ خفيّة
نُسيت.
المفكّر العربي
عيسى نجيب حدّاد
موسوعة أوراق الصمت
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق