الأحد، 14 ديسمبر 2025


  * حِينَ إِليكِ أشْتَاقُ * 

النادي الملكي للادب والسلام 

  * حِينَ إِليكِ أشْتَاقُ *

بقلم ااشاعر المتألق : فتحي فايز الخريشا

  * حِينَ إِليكِ أشْتَاقُ *

حِينَ إِليكِ أشْتَاقُ، 

لَا أَعلَمُ بِالتَّحدِيدِ سِرَّ تِلْكَ اللَّحظَةِ الزَّهرةُ بالضِّيَاءِ،

لَحظَةَ أَوَّلِ الٱشْتِيَاقِ،

لَحظَةَ أَوَّلِ الٱشْتِهَاءِ،

لَحظَةَ أَوَّلِ الٱنتِشَاءِ،

أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ تَنْهَضُ مِنْ لُبِّ أَعمَاقِي

 كَمَا شَمسُ الصَّبَاحِ،

تَتَسَامَقُ فَوقَ وَجَعِ الْأَلَمِ الدَّامِي بِأَنِينِ الٱكْتِئَابِ،

فَوقَ مَائِدَةِ الْأَفْرَاحِ وخَلَّابِ الٱخْتِيَالِ،

تَتَسَامَقُ فَوقَ أَجَندَةِ سَفَرِ رِحلَةِ التِّرحَالِ،

تَهْزَأُ بِعَاصِفَةِ رَمَادِ الٱحتِرَاقِ وغُبَارِ التُّربَاءِ،

بِمَذَابِحِ أَقْبِيَةِ النَّفْسِ الْمُمَوَّهَةِ بِأَغْطِيَةِ

 الرَّينِ وأَخَادِيعِ الٱحتِيَالِ،

ثُمَّ تَحمِلُنِي لِفَضَاءَاتِ التَّجَلِّي والْحُبُورِ،

لِعَالَمٍ تَحمِلُهُ أَكُفُّ الْخَيْرِ والْإِبْدَاعِ والْفُتُونِ،

تَحمِلُهُ أَجْنِحَةُ النُّورِ،

تَحمِلُهُ سَكِينَةُ الرُّوحِ كَمَا هُبُوبُ النَّسَائِمِ

 عَلَىٰ أَفْئِدَةِ الْأَعمَاقِ،

فَإِذَا الْمَدِينَةُ تُنشِدُ جَمَالَ أَسْرَارِهَا عَلَىٰ

 قِثَارَةِ حِكَايَاتِ الْحُقُولِ،

بِرَغْمِ الْجِرَاحِ والْأَصفَادِ والنِّيرَانِ

 الْمُشْتَعِلَةِ بِالْبُؤْسِ،

وإِذَا هَدِيرُ الْبَحرِ أُغْنِيَةٌ دَافِئَةٌ لِمَسَرَّةِ 

الْحَيَاةِ يُغنِّيهَا عِشْقُ البَهَارِ، 

بِرَغْمِ عَوِيلِ الرِّيحِ وحَسرَةِ الحِرمَانِ،

وإِذَا أَنَا كَالطِّفْلِ يَركُضُ فِي الْبَرَارِي وَرَاءَ فَرَاشَةٍ تَرنُو نَحوَ الْوَردِ،

يَسْتَحِمُّ بِنُورِ الشَّمسِ فِي عَرِينِ الشُّرُوقِ،

كُلُّ السَّنَابِلِ والْأَزْهَارِ تَرقُصُ قُدَّامِي

 والْأَطْيَارِ،  تَرقُصُ حَوَالَيَّ رَقَصَاتِ

 التَّصَوُّفِ فِي أَعَالِي تَسَاوِقِ الٱنسِجَامِ،

رَقَصَاتٌ غَجَرِيَّةٌ حِينَ فَوقَ جَمرِ النَّارِ 

تَرقُصُ نَشْوَىٰ وتُغَنِّي بِثرَاءٍ،

وحِينَ تَتَهَادَىٰ الْغِزْلَانُ فَوقَ الْعُشْبِ

 وشَطَحَاتِ الْمَاءِ،

حِينَ تُقْبِلُ أَندَاءُ الْقَطْرِ أَكْمَامَ الزُّهُورِ فِي حَدَائِقِ السُّهُوبِ،

تَأْخُذُنِي الْأَجْنِحَةُ فَوقَ أَمدَاءِ الْمَسَافَاتِ، 

فَوقَ أَحلَامِ رُؤَىٰ الصَّدَفَةِ والوَرقَاءِ،

تَأْخُذُنِي وَرَاءَ الْأُفُقِ الْأَبْعَدِ فَوقَ حُدُودِ 

أَسْوِجَةِ القُطْعَانِ،

تَكْشِفُ لِي حَقِيقَةَ الْحَيَاةِ عَارِيَة

 فِي كَفِّ الْمِيزَانِ،

وحِينَ الْفُؤَادُ مُفْعَمٌ بِتَحنَانِ الْمَحَبَّةِ

 تَأْسِرُنِي بِالذُّهُولِ أُفُولُ الشَّمْسِ

 قُبَيْلَ حُلُولِ ٱسْتِوَاءِ الْمَسَاءِ،

نَفْسِي بِالتَّأَمُّلِ الْحُرِّ الْعَمِيقِ تَنْطَلِقُ

 مِنْ أَسْمَالِهَا الْبَالِيَاتِ صِنوَ أَجْنِحَةِ

 الطُّيُورِ حِينَ تَجْنَحُ بَعِيدًا عَنْ حَجْرِ

 أَقفَاصِ الٱسْتِئسَارِ،

تَأْسِرُنِي رَعشَاتُ الْحَبِيبَةِ فِي مَوقِدِ

 نِيرَانِي الْمُتَأَجِّجِ بِالٱشْتِعَالِ،

لَكَأَنَّمَا أَشْلَاءُ الْمَدِينَةِ الْمُمَزَّقَةِ عَلَىٰ

 زَحَافَةِ العُبُودَةِ جُمِعَتْ لِعَظِيمِ حُرِّ بِنَاءٍ،

تَأْسِرُنِي تَرَاتِيلُ خَفَقَاتِ قَلْبِ الْمَعشُوقَةِ

 فَأَدُورُ بِثَمَلِ التَّحَرُّقِ كَصُوفِيٍّ

 أَضْنَاهُ الْوَجْدُ حَولَ كَأْسِ تسَابِيحِ العَرَاءِ،

لَكَأَنَّ الْقُرَىٰ الْحَالِمَةَ الْحَزِينَةَ صَارَتْ

 لِأَبَدِيَّةِ عُرسِ الرِّفْدِ، 

صَارَتْ لِطُمَأنِينَةِ آمِنَةِ السَّلَامِ،

أَسْمَعُ صَهِيلَ الصَّحْرَاءِ يَصهَلُ

 بِعَوَاصِفِ الْكُثْبَانِ،

يَطْوِي الشَّوكَ والْأَفَاعِيَ والسَّرَابَ،

يَسْكُنُ دَمِي تَمَرُّدٌ يُشْعِلُ اللَّيْلَ بُرْكَانًا 

ونُجُومًا مَا لهَا ٱنْطِفَاء،

تُشْرِقُ بِنُورِهَا الْخَفِيِّ الْآفَاقَ،

تُنْشِدُ بِجَمَالِ الْحِكْمَةِ الْأَنوَاءُ،

وتَسْكُنُ اللَّحظَةَ تِلْكَ كُلَّ أَنَاشِيدِ كُلِّي

 ٱشْتِيَاقًا لِكَامِلِ العِنَاقِ،

شَهْوَةٌ لِلنُّهُوضِ والٱكْتِشَافِ،

شَهْوَةٌ لِلتَّعَاظُمِ والْوُصُولِ،

شَهْوَةٌ لِلرَّحِيلِ لِمُسْتَقَرِّ الحُبُورِ فِي الْحُبِّ الْأَجْمَلِ، 

حَيْثُ فَائِقُ غِبْطَةِ التَّجَلِّي فِي النُّضُوجِ الْأَكْمَلِ، 

كَمَالُ الْحُرِّيَّةِ النَّورَاءِ، 

نِعمَةُ الْحَيَاةِ النَّعمَاءِ،

حَيْثُ فَائِقُ الْحُسَّانِ وأَبْهَىٰ الرُّوَاء.


    من قصائد كتاب " الإنسَانُ الكَامِلُ النُّورَانِيُّ " لمولفه :

 المهندس فتحي فايز الخريشا

           (آدم )           

توثيق : وفاء بدارنة 





      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق