*** الإنسان في وجهه ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** الإنسان في وجهه ***
بقلم الكاتب المتألق : عمر أحمد العلوش
*** الإنسان في وجهه ***
الوجهُ مرآةُ الإنسان ومفتاحُ أسراره؛ هو بوابةُ الشخصية، وملتقى القوى المختلفة التي تتصارع أو تتآلف لتصوغ هوية المرء. فيه يتجلى الحب والبغض، الصداقة والعداوة، الرحمة والقسوة، الذكاء والغباء، القوة والضعف، السرور والحزن، الصحة والمرض، الأمر والنهي، الهدوء والقلق.
وكلُّ تعبيرٍ على ملامح الوجه هو انعكاسٌ لمعنى أعمق يتجاوز حدود الظاهر؛ فهو ليس مجرد لوحة من تفاصيل عضوية، بل مرآةٌ تعكس أعماق النفس البشرية، حيث تختبئ المشاعر والقرارات، وتتجسد التناقضات التي تجعل من الإنسان كائنًا فريدًا ومبهَمًا في آنٍ واحد.
لكن… هل نحن نتحدث عن الوجه
فحسب؟ أم أن هذه المعاني هي الإنسان ذاته؟
فالوجه لا ينفصل عن الروح، بل هو انعكاس مباشر لما تحمله من أفراح وآلام، ومن صراعات وآمال. إنه الصفحة الأولى من كتاب الإنسان، ذاك الكتاب الذي تقرؤه العيون قبل الكلمات. وفي كل تجعيدةٍ أو ابتسامةٍ قصةٌ تُروى بصمت، وحكايةٌ تُحفر في الذاكرة.
الإنسان هو الوجه، والوجه هو الإنسان؛ كلاهما لغةٌ بصرية وصوتٌ داخلي يروي أسرار الحياة في كل نظرةٍ وملمح.
قال تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ﴿٣٨﴾ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ﴿٣٩﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴿٤٠﴾ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴿٤١﴾} – سورة عبس.
✍️ بقلمي: عمر أحمد العلوش
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق