(بـاقة من دم)
النادي الملكي للأدب والسلام
(بـاقة من دم)
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي
(بـاقة من دم)
------------------
( يهدونها إلى أطفال العرب)
رحمُ منَ المأساة أنبتَ فابقروه
وتداركوا من قبلِ ألّا تدركوه
إن أجدبت أرض فلا زرع بها
أو جفّ زرع - حينها لن يزرعوه
لا تتركوا إلّا ملامح وجهه
كي يعرف الراءون من فيهم أبوه
هـوَ بعثـهم ـ لو أنَّـهم كُفنـوا بـهِ
ما اسطاعهم في يومنـا أن يُنجبوه
قد انجبوه على الطريق إلى غدٍ
غـدهم بعيدٌ - مستحيل يدركوه
هوَ ما يُطمئنُ من نخيلٍ حولهم
حتى تُـجدِّدَ كلّ غصـنٍ يُقطعوه
وهو الرّسول من الليالي لفجرها
إن يَبلغَن أسحارها لن تسلمـوه
قُصُّـوا المسافةَ واقتلوه وفجرَه
خلّوا رمادِ حريقه لا تَـنْـسِـفـوه
كـي يَـعـرِفَ الآبـاءُ ـ إنْهم أ نـجَـبـوا
أن يُـنْـجِـبـو خدما لكم أو يُعدمــوه
ليسوا بأفضل من رفات نبيكم
وكما قتلتم - فاقتلوه ومزّقوه
وإذا حماة الطفل طلّوا فتجاهلوا
ثمّ اعلـنُـوا:(حق الطفولةِ لم تُعلنوه)
فالحق لا يهدى لأطفال أتوا
من غيرنا - والعهد - ألا تتركوه
ما ذنبنا والطفلُ يزحف بيننا
الذنب مقصورٌ على من قدّموه
هم يعرفون بأنهم أغيارنا
قد اجرمَ ( الأغيارُ) لمّأ أنجبوه
دمُـه حليبٌ يغتذيه رضيعنا
ودمُ الكبار إلى جنـودٍ أدمنـوه
وعلى الدماء جرت سفينةُ بحرنا
وعهودنا للبحرُ ألّا يُبحروه
************
مذ أُشـربوا في القلب عجلا مثلهم
واللـه ـ مُنجيهم بذي يَـمٍّ ـ نسـوه
جاءوا لوعدٍ بالشّتات كما بـدا
ممّا نراه مُسـوِّدا بيضَ الوجوه
أجدادهم من كأسه قد أُشربوا
هل حَرَّهم شـوقٌ إلى ما أُشـربوه
حبُّ الحياة غريزة في طبعكم
والعمرُ إن حُـمَّ القضا لن تُؤجلوه
فتراجعوا - قبل الفوات فإنمـا
هيَ رميـةُ اللـه الذي أحببتموه
إن عاجلا أو آجلا فسترحلوا
لن تَغلبوا القهــارَ أو تُعجزوه
--------------------------------------
(عبد الحليم الشنودي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق