السبت، 6 سبتمبر 2025


حين ترسمني الكلمات

النادي الملكي للأدب والسلام 

حين ترسمني الكلمات

بقلم الشاعرة المتألقة: اماني ناصف 

حين ترسمني الكلمات

حين ترسمني الكلمات،

قال لي:

كتاباتكِ؟ لا أقرأها...

وحرفكِ لا يعني لديّ الكثير...


كلّ ما فيكِ من نقاطٍ،

ومن فواصل، لا يُغري بالحضور...


أنا أعي،

أنّه لا يُشبِعه الحرفُ

إلّا من قلبٍ أضناهُ الغياب،

الذي أنساه الأهلَ والخلّان.


يدّعي أنّه عاشقٌ للغةِ الأجداد،

لكنّي لا أراه إلّا على يدِ من يرسمها

بريشةِ وجعٍ، وبألوانِ عذاب،

ويزخرفها بأجنحةِ الفراشات...


نحن نكتبُ مشاعرَ تُوّجتْ

على عرشِ الملكات،

لا نُذيب وجوهَنا بالشمع،

ولا نَصْبغُ العيونَ بعدسات...


نحن نرسمُ ملامحَنا كما هي،

على ورقٍ لا يعرفُ التلوين.


مشاعرُنا لا تتبدّل كلَّ حين،

لا تسقطُ في لحظة،

ولا تُشترى بثمنٍ رخيص.


كلُّ إنسانٍ... عالمٌ من الأسرار،

وجمالٌ خلقه الله

ليكونَ سِرَّ الوجود،

لا امتيازَ فيه لأحد، ولا استثناء.


كلّ الزهور تعشقُ من يكتبُ فيها الجمال،

وتذبلُ إن مرّ عليها

قلبٌ لا يرى سحرَ الدلال.


خُلقنا مختلفين، وفي التفاوتِ...

سرٌّ من أسرار الله الجميل.

حتى لو لم تُهندَمِ السطورُ

كما في دواوينِ الشعراء،

لكنّها تحوي داخلها وقارَ الإحساس،

وعُمقَ الحياة...


ليتنا نستطيع أن نستنشقَ من كلّ زهرةٍ عبيرها،

لنرى الوجودَ كما أراده خالقُ الجمال...

نقيًّا، بسيطًا، كاملًا،

من ربِّ الوجودِ والكمال.

✒️ بقلمي...

أماني ناصف 🌸

توثيق: وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق