قلق الغد وثقة القدر
النادي الملكي للأدب والسلام
قلق الغد وثقة القدر
بقلم الشاعر المتألق: نور شاكر
قلق الغد وثقة القدر
بقلم: نور شاكر
في الآونة الأخيرة، وبعد تخرّجي، وجدت نفسي وسط حالة من التشتّت والضياع؛ بين بحثٍ لا ينتهي عن وظيفةٍ تليق بخبراتي، وبين فكرة الالتحاق بدراسة جديدة قد تفتح لي آفاقًا أوسع. ومع تصاعد وتيرة الأحداث، لم أجد نفسي إلا ملقاة بين جدران غرفتي، لا ملاذ لي سوى ممارسة هواياتي بشغف؛ أقرأ الكتب حينًا، وأكتب ما يعتمل في خاطري حينًا آخر
لكن، على الرغم من ذلك، لم أستطع التخلّي عن حلمي الكبير، ولا عن فكرة أن أبدأ دراسة جديدة أو أن أجد وظيفة أستقر فيها بعد سنواتٍ من التعب في دراستي الأفكار تنهش طاقتي، تسهرني الليل، وتُقضّ مضجعي خططٌ للمستقبل لا تنتهي
ورغم يقيني الراسخ بعطاء الله اللامتناهي وثقتي بأن ما كتبه لي هو الخير، فإنني أعيش طبيعة الإنسان التي لا تكفّ عن القلق والتفكير المفرط في الغد طموحي أكبر من أن أكون مجرّد فتاةٍ تُنشئ عائلة فحسب، وتكتفي بدور ربّة أسرة. كنتُ، وما زلتُ، أطمح أن أكون مسؤولة عن نفسي أولًا، قبل أن أُربي جيلاً قادمًا؛ أطمح أن أصنع النجاح بيدي، لأورثه لهم فيما بعد
ولأجل ذلك لم يشغلني شيء بقدر ما شغلني السؤال: كيف أدرس؟ كيف أعمل؟ كيف أتفوق أكثر مما وصلت إليه؟ ومع أنني لم أحصل بعد على ما أريد، ما زلتُ أضع رأسي على وسادتي كل ليلةٍ مثقلةً بالأفكار والقلق: إلى أين ستأخذني الطرق؟
ومع ذلك، هناك يقين يسكنني، يحملني في كل لحظة: أنني سأكون يومًا ما أريد.
بقلم : نور شاكر
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق