( اِندِلاعُ الوَدَاع )
النادي الملكي للأدب والسلام
( اِندِلاعُ الوَدَاع )
بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح
( اِندِلاعُ الوَدَاع )
تَحتَ شجرةِ الرضوانِ الخضرَاء
المُطرَّزةِ بالوعدِ والهَمسِ والنقاء
عَلينَا بِرُقيةِ الرضَا والرَّجَاء
عَانينَا من مُرِّ الداءِ والدوَاء
سمَونَا بالبهاء ورُقِي النمَاء
فكانَ اللقاءُ في جلالاتِ الخفَاء
بالزهوِ والبقاء والبِنَاءُ لِلعلَاء
بَنينَا بِالحبِّ مَا نشَاء
مِن صُروحٍ وممالكَ وقِلاع
مِن نجماتٍ ورُؤى وحفاء
وأحلامٍ عاليَاتٍ سَامِقات
وترنِيمَةِ عِشقٍ وترَاتيلِ آيات
واليومَ بعدَ نَيِّفٍ وعِشرينَ عامًا
ما زالَ طعمُ عطرِ أنفاسكِ فِي فَمِي
ما زالَ نبضُ إحسَاسِكِ فِي دَمِي
ما زالَ جِسرُ إلهامكِ يَسري مَعِي
تقولُ : وداعًا يا سَتَ الحُسنِ
وسيدةَ القومِ النَّجبَاءَ
بشوشبَاتِ الزهرِ البنفسَجِي
ووشوشاتِ السِّحرِ الفُستُقِي
تقولُ: يا صاحبةَ الجزرِ والمد
لن ترِينِي بعدَ اليومِ أو في غَدِ
خائفًا أترقبُ الخُطا في عَمَى الظلمَاء
ومُجريَاتِ اللومِ والشغفِ والعِتَاب
مُحالٌ أن يغيبَ عن حديقتِنا الضوء
فإذا لفَّتنَا الشمسُ بِعطرِهَا الذهبِي
وطارَ من أعيننَا النَّوم
ذهبتُ بِالهمسِ من تِلقاءِ نفسِي
لإشرَاقِ عِطرِكِ الفضفَاضِ العسجَدِي
في الخلِيلِ والجلِيلِ وباحةِ القُدسِ
أحِنُّ لرشفاتِ شرَابِ كأسِ المَوتِ
وتَذوُّقِ طعمَ لَذَّاتِ شجرةِ الخُلدِ
فأقتِل اليأسَ والسَّرابَ واليبَابَ
هُناكَ بالقسرِ ملامحُ ذاتي البترَاء
في الأفقِ تنتظرُكِ كل مساء
هُنا بالقصرِ وشاحُكِ الرائعُ اللبَني
وسترتُكِ البيضَاء المخمليَّة
وقلَمُكِ اليانعُ اليافعُ الفضِّي
وقُصاصاتُ أورَاقِ نغمَاتِكِ الحَمرَاء
وبلابِلُكِ الصفرَاءُ ذاتُ الفِرَاءِ البُنِّي
جميعُ أشيائِكِ تهتفُ بِالعطاء
لا تبعتدِي عَنِّي
املَأي عالمَ الكأسِ بالألحانِ وغنِّي
اتركي وَحَدَةَ العَنَاءَ والعِندِ
صَلِّي صلاةَ العاشقين بالصفاءِ والودِّ
صِلِي قلبِي بِهمساتِ الوَصلِ والغنجِ
للوجناتِ الحُمرِ وخَمرِ ورداتِ الخدًِ
فوِصَالُ رُوحكِ أملِي وتُخومُ حَدِّي..
.............................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.
توثيق: وفاء بدارنة