الأربعاء، 10 ديسمبر 2025


*** البن في عينيكِ ***

النادي الملكي للأدب والسلام

*** البن في عينيكِ ***

بقلم الشاعر المتألق : د.مروان كوجر 

*** البن في عينيكِ ***

البُنُّ في عَيْنَيْكِ قد أشقاني 

  أَذكىٰ اشتِيَاقي فاستَباحَ جَناني

   ومَضَتْ يَدَاكِ لتُسَكِّبانِ عبيره

      فَرَوَتْ ظِمَاءِ الرُّوحِ والأَبدانِ ٰ

     يا نغمةً مَرَّتْ على شَفَتَي ضُحًى

     فَتَرَدَّدَتْ في القلبِ كالألحانِ

        ما كان طَعْمُ القَهْوَةِ السَّمْراءِ لي

       لولا سكونُ الحُسنِ في الأجفانِ

        وتَسَاقَطَتْ طَيْرُ الحنينِ بسحرِها

      حينِ انْثَنَى نَفْحُ الصَّباحِ دَعَانِي

        يا بسمة الأيامِ يا أُنسَ المنىٰ

        يا بهجةَ ملأتْ هوىٰ  الوجدانِ

          سكبتْ يداكِ النورَ في أوجِ الصبا

   فجعلتِ قلبي والهوىٰ بأمانِ

        عيناكِ تسكنُ في المدىٰ نظراتُها

      كالنجمِ يَرمي ربوةً  بكياني

       وتغازلتْ أطيارُ شوقي حينما

        لمسَ النسيمَ  صباحكِ الفتانِ

         ما زالَ يسكنني الحنينُ وأشتهي

        لمساتِ دفءٍ في غدي وبنانِي

       هل تذكرينَ فِنانَ قهوتِنا التي

      رقصتْ على الأنفاسِ كالألحانِ

         قد كان صبحُ العطرِ يبدأُ من يدٍ

       تسقي الحنانَ لجنَّةِ العطشانِ

     مَنْ لي سواكِ.؟ وكيفَ أهربُ مِنْ دَمي

      وهو المُعَطَّرُ من هَوَىٰ الرَّيَّانِ

        أحييتِ في الأوتارِ أغنيةَ الصِّبا

    وأعدتِ عُمرَ العطرِ بالألوانِ

       قولي لعينِ الشوقِ كُفِّي وارحمي

      قلبًا تضوعَ من لهيبِ حناني

إنٍّي لأرتشفُ الهوىٰ في نبرةٍ

    يتلافعُ الحرفانِ في الأوزانِ

إن كان في الدنيا نبيذُ صبابةٍ

      فهواكِ أخلصُ من كؤوسِ جناني

يا نغمةً تَهْفو الرياحُ بلحْنِها

   وتغنّتِ الأفكارُ في الودْيانِ

إني أراكِ وفي عيونِكِ قافلٌ

         يسري بأحلامي إلىٰ الريعَانِ

وإذا تكلّمَ ناظريكِ عن المدىٰ

          عادَ اشتعالي للهوىٰ فرماني

لو تأخذين دمي  وتعصرين مُدامةً

     لرأيتِ نوركِ قد سَبَا  شرياني

إني رأيتُ البُنَّ في عينِ المها

       سكنَ الجمالَ دمي بلا اسْتِئْذَانِ

وتناثرتْ نغماتُكِ السمراءُ في

       قلبي كحبِّ البُنِّ في الأغْصانِ

فإذا ارتشفتُ من الشِّفاهِ مزيجَها

         ساقَ الفؤادَ لَوَلهةِ الإذعانِ

يا بهجةَ الأرواحِ يا سرَّ النَّدى

           يا نورَ كوني واعتلاءَ زماني

ُأحييتِ فيكِ الحُسنَ حتَّى ظلَّه

           وَجعلتِ لحْظكِ لمْسَةَ الفنَّانِ

البُنُّ في عَيْنَيْكِ يغلبُ  شهوتي 

            هلَّا غفرتِ لرشفةِ الفنجانِ

  بقلم سوريانا السفير

 .د. مروان كوجر

توثيق : وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق