*** مناجاة. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** مناجاة. ***
بقلم الشاعر المتألق : عبد الحبسب محمد
*** مناجاة. ***
يا ربُّ ضاقت بنا الدنيا وما فيها
والهمُّ يشعل أفراحي ويشويها
يا ربُّ إنّي أبيتُ الليلَ في وجلٍ
تنتابني غُصَصٌ حُمرٌ مكاويها
والآهُ يعصر أحداقي ويمضغها
تبكي دموعًا، ولم يُرحم مآسيها
والحزنُ يبحث في روحي عن الحزنِ
يهوى جراحي، ويهوى كيف يُدميها
وتعتَريني سآماتٌ كأنّ لها
خيلًا من اليأسِ معقودٌ نواصيها
سعتْ لقلبـي حشودُ الهمِّ مقبلةً
كأنّها السيلُ من أعلى مجاريها
يا ربُّ وحدكَ تدري ما أُكابده
ما يغزل الروحَ من داءٍ ويطويها
يا عالمًا كلُّ ما في النفس يقهرها
لو أنت خلّيتَها، من ذا يُداويها؟
من لي سواكَ إذا ضاق السبيلُ بنا
من يرحم العينَ لو سالت مآقيها؟
ألم تقل: ادعوني أستجبْ لكم
وأيّما دعوةٍ قد خابَ داعيها؟
يا من تدارك يونسًا حين سار به
في ظلمة البحرِ حوتٌ من مراسيها
يا سامعًا دعوةَ المضطرِّ في عَجَلٍ
يدعوك في حاجةٍ، وأنتَ تقضيها
أنجيتَ عبدكَ إبراهيمَ من حِمَمٍ
صارت عليه سلامًا في تلظّيها
رباهُ قد ضاقت الدنيا، وليس لنا
من يُؤنس النفسَ أو يُجلي دواهيها
من لي إذا خافقي بالحزن منكسِرٌ
من لي وقد بلغتْ روحي تراقيها؟
إليك أشكو الذي في القلب من ألمٍ
يا منيةَ النفسِ لو خابت أمانيها
يا ربُّ غوثًا، فإنّ النازلاتِ طغت
فرّج مآسينا، طالت لياليها
جفّت مناهلُ عيشي فاسقِها مِننًا
فيضًا من الجودِ والإحسانِ يرويها
فلا تُخيّب ظنوني فيكَ يا أملي
يا واسعَ الفضلِ، والإنعامِ جلِّها
فارحم إلهي عزيزَ النفس قد عثرت
به الحياةُ، ولم يسلم دواهيها
ما خاب عبدٌ رمى الأحمالَ عندكَ يا
من لا يُضيّعُ من في البابِ يُلقيها
فاجعل ختامَ الأسى بُشرى تُظلّلني
وهب لروحي يقينًا يستقرُّ بها
بقلم : عبد الحبيب محمد
توثيق : وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق