حدّثني مصحفي اليوم،
النادي الملكي للأدب والسلام
حدّثني مصحفي اليوم،
بقلم الشاعر المتألقة : ياسمين محمد الجوهري
حدّثني مصحفي اليوم،
وقد راقب أعماقي الحائرة منذ أيّام،
منبّهًا: هل من محيص؟
انتبهتُ،
وكان شرودي يرافقني منذ أيّام.
بعثر رذاذُ عطري الأنيق على مناكبي،
كأنّه يعاتبني، متعجّبًا من حالي الخالي من السكينة.
ذوقوا فتنتكم…
فالغارقون في تفكيرهم خاسرون،
والعالقون في صراعاتهم خاسئون.
ومن يغرّه الشرود،
لا يدرك أنّ الغرق في الفكر
يُعيق الروح عن الطمأنينة.
أنا التي فتحتُ مصاريع الأبواب لكلّ تأمّل،
فبدا لي الكون، على اتّساعه، ضيّقًا.
أنا التي تحتار في علاقاتها فتتصدّع،
فتخسر… أو تُخسِر.
هاتفني مصحفي مُنجيًا:
﴿وكذلك يجتبيك ربّك،
ويعلّمك من تأويل الأحاديث،
ويتمّ نعمته عليك﴾.
وقفتُ متأمّلةً، مدقّقةً،
وأدركتُ أنّ ملءَ الأعماق
ينبع من خلاصة الدين.
وأدركتُ أنّ فراغات الروح
لا يملؤها شيء
إلّا الفرار إلى العليّ القدير.
ثمّ دلّني مصحفي
أنّ السكينة لا تُنال بكثرة التفكير،
بل بحُسن التسليم.
وأنّ القلب إذا عاد إلى الله،
كفّ عن التمزّق،
واتّسع.
ولو ضاق الكون كلّه.
بقلم علمه ربه متفانيًا في رضاه
للكاتبة والأديبة ياسمين محمد الجوهري
توثيق : وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق