الاثنين، 15 ديسمبر 2025


وشاحُ البوحِ.. حينَ يَضيقُ الصَّمت

النادي الملكي للادب والسلام 

وشاحُ البوحِ.. حينَ يَضيقُ الصَّمت

بقلم الشاعر المتألق أ.داحمد عبد الخالق سلامة 

وشاحُ البوحِ.. حينَ يَضيقُ الصَّمت

إِذَا خَذَلَ الْعَقْلُ قَلْبًا يُنَاجِيهِ،

فَأَيُّ دَرْبٍ سَيَهْدِيهِ وَيُحْيِيهِ؟


وَإِنْ جَفَّتِ الرُّوحُ فِي ظِلِّ غُرْبَتِهَا،

فَالرَّحْمَةُ نُورٌ إِذَا سَالَتْ مَآقِيهِ.


فَلَا تَدَعِ الصَّمْتَ يَحْكُمُ خَاطِرَكْ،

فَالْحَقُّ يَبْقَى وَإِنْ طَالَتْ لَيَالِيهِ.


الْعَقْلُ يَهْدِي وَلَكِنْ كَمْ يُكَابِدُهُ،

إِنْ لَمْ يُرَافِقْهُ قَلْبٌ فِي تَدَاعِيهِ.


وَالْقَلْبُ يَهْفُو وَلَكِنْ لَا يَطِيبُ لَهُ،

إِنْ لَمْ يُبَارِكْهُ ضَمِيرٌ فِي مَسَاعِيهِ.


فَاللُّطْفُ يُزْهِرُ إِنْ ضَاءَتْ مَنَابِعُهُ،

وَالْحُبُّ يَحْيَا إِذَا طَابَتْ سَجَايَاهُ.


وَإِنْ ضَاقَتِ الدُّنْيَا بِنَبْضٍ يُخَالِفُهَا،

فَالرَّحْمَةُ الْبَابُ إِذْ ضَلَّتْ خُطَاهُ.


لَا تُطْفِئِ النُّورَ فِي رُوحٍ تُعَاتِبُكَ،

فَاللُّطْفُ يُشْفِي إِذَا صَفَتْ نَوَايَاهُ.


فَامْضِ بِعَقْلٍ يُسَامِحْ قَلْبَ مُنْهَكِهِ،

فَالْخُلُقُ تَاجٌ إِذَا صَانَتْ رُؤَاهُ.


وَإِذَا ضَجَّ الضَّمِيرُ بِصَوْتِ نِدَاهُ،

فَالْقَلْبُ يَحْيَا إِذَا صَانَتْ ذُرَاهُ.


وَارْحَمْ ضَعِيفًا إِذَا ضَاقَتْ خُطَاهُ،

فَاللُّطْفُ يَهْدِي إِلَى النُّورِ سَنَاهُ.


وَإِنْ بَكَى مُوجَعٌ فِي اللَّيْلِ مُنْفَرِدًا،

فَالْحَقُّ يَحْيَا إِذَا جَادَتْ ثُرَاهُ.


فَالْيَأْسُ جُنْدٌ إِذَا الْإِيمَانُ فَارَقَهُ،

وَالْعَزْمُ رُكْنٌ إِذَا الْعَقْلُ قَدْ رَاعَاهُ.

لَا تَبْحَثِ الْكَسْرَ فِي نَفْسٍ تُجَاهِدُهَا،
فَالْعَدْلُ بَدْءٌ إِذَا الْإِنْصَافُ نَادَاهُ.

وَكَمْ رَأَيْنَا عُقُولًا أَثْقَلَتْ وِزْرَهَا،
وَالْقَلْبُ كَانَ نَجَاةً حِينَ أَلْقَاهُ.

"فَالنُّورُ رَمَادِيُّنَا" فِي كُلِّ مُنْعَطَفٍ،
يَمْضِي إِلَيْهِ الَّذِي بِالْوَعْيِ أَبْقَاهُ.

لَوْ كَانَ شَكٌّ عَلَى الْأَرْضِ يَنْبُتُ فِي
ضَمِيرِ حُرٍّ، لَقَامَ الْحَقُّ فَاهِيهِ.

فَكَيْفَ يَسْلُو فُؤَادٌ غَابَ مُرْشِدُهُ؟
وَكَيْفَ يَجْنِي سَنَاهُ مَنْ تَجَافَاهُ؟

هَذَا التَّعَقُّلُ لَا يَأْتِي بِلَا ثَمَنٍ،
وَالْحُبُّ سِرٌّ جَلِيلٌ حِينَ نَرْعَاهُ.

فَالْبَوْحُ عِتْقٌ إِذَا ضَاقَتْ مَسَاحَتُهُ،
وَالصَّمْتُسِجْنٌ إِذَا مَا قَلْبُكَ ارْتَضَاهُ.
بقلم : ا.د.احمد عبد الخالق سلامة 
توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق