|| كلمات تُحلّق ||
النادي الملكي للأدب والسلام
|| كلمات تُحلّق ||
بقلم الشاعرة المتألقة: نور شاكر
|| كلمات تُحلّق ||
بقلم: نور شاكر
لو كانت للكلمات أجنحة، لارتقت إلى عنان السماء، تعانق الطيور، وتتوشّح بالغيوم، وتتوسّد القمر ربيعًا أبيض مشرقًا لتحلّقت في فضاء الخالق، وتصافحت مع أرواحٍ غادرت الجسد وبقيت حيّة في القلب، تضيء فيه كبيوتٍ لا يزول سكنها ولو كانت للكلمات أجنحة، لكانت تحلّق في جنان الخلد، حيث يقيم الأطفال وتستقر النوايا الطاهرة؛ هناك حيث البراءة والنقاء، بعيدًا عن ظنون السوء وكراهية البشر
ولو مُنحت كلماتي أجنحة، لخطّت اسم نوري على صفحة السماء، وزخرفت صفاتي التي لم تفطن لها العيون، ولم يعرف قدرها من لم يُحسن النظر
ولو كانت للكلمات أجنحة، لارتفعت أيضًا إلى سماء القوّة، حيث تصير الحروف سيوفًا من نور تشقّ ظلمات الضعف، وتثبت في وجه الرياح العاتية
هناك، لا تهزمها العثرات، ولا تذبلها الأيام، بل تزداد صلابةً كلّما حاولت الحياة أن تكسرها فالكلمة حين تتجرّد من خوف قائلها، تتحوّل إلى سلاحٍ عادل، وإلى درعٍ يحمي القلوب من الانكسار إنها الجسر الذي يعبر بنا فوق وهاد الألم، والصوت الذي يذكّرنا أن الهزيمة لا تسكن إلا العقول المستسلمة
وفي سماء القوّة، تتعلّم الكلمات كيف تنهض بعد كل سقوط، وكيف تضيء كالشمس حتى بعد أن يبتلعها ليلٌ طويل إنها تحمل في طيّاتها صرخة الصابرين، وحكمة المجرّبين، وأمل الذين لم يستسلموا هناك، تنبت الكلمة كزرعٍ في أرض قاحلة، فتمدّ جذورها عميقًا، وتتشبّث بالحياة رغم القحط، لتغدو شهادة حيّة على أن القوّة ليست في الصراخ، بل في الثبات.
بقلم : نور شاكر
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق