الخميس، 22 مايو 2025


*** حبائل القهر. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** حبائل القهر. ***

بقلم الشاعر المتألق: د.جميل أحمد شريقي 

*** حبائل القهر. ***

===========

لا ترجُ في هذهِ الأيامِ إنسانا

           فالكُلُّ مُفتَرِسٌ ما عادَ إنسانا 

فإن رأيتَ ملاكاً في ظواهرِهِ

        فاعلم بأنَّكَ قد لا قيتَ شيطانا


ما كلُّ أمٍّ تراها فهي والدةٌ

           في فعلِها رحمةٌ تجنيهِ إيمانا

فقد تعيشُ حيايا في طبائعِها

             وقد تحيلُكَ بعدَ الوّدِّ ثعبانا


بعضُ الأبوَّةِ لا تدري معالِمَها

            فقد تُبادُ وما تعطيهِ قد هانا 

 يحيلُكَ الأهلُ بعدَ البذلِ عائقَهُم

         ومَن تُرَبِّي غدا كالكلبِ سعرانا


ما للبنينَ اذا شبُّوا سَبَوا وبَدَوا

     مثلَ الأعادي فردُّوا الخيرَ نُكرانا؟

باعوا أباهم بجهلٍ سادَ فكرَهمُ

        وأصبحَ الوالدُ المسكينُ تعبانا؟


يا أيُّها الحبلُ موصولاً بعائلةٍ

       وأنتَ كالخيطِ ما أحكمتَ بنيانا

خفِّف لظاكَ فقد أحرقَتَ من تعبوا

   حتّى غدوتَ كمثلِ الصخرِ صفوانا


يا أيها الاِبنُ قد أوجعَتَ مرتقِباً

        موتي وصِرتَ لِما قدَّمتُ خوّانا

أحلتَني هامشاً ما كنتُ أقبلُهُ

         فالموتُ ارحمُ من لقياكَ تلحانا


يا روعةَ الموتِ ما أقساكِ حينَ نرى

           أنَّا نموتُ وما ماتَت سجايانا

يزورُنا الموتُ والأفلاكُ حالكةٌ

             ونحنُ منتظرٌ موتاً وما بانا


ألوذُ باللهِ في تحسينِ خاتمَتي

        ففي زمانِ (الأنا) لا ترجُ ولدانا

حبائلُ القهرِ في الأولادِ قد ظهرَت

          همُ العدوُّ لروحي بالأسى بانا


كن كاليتيمِ فبعضُ اليُتمِ مَكرمةٌ

   من غيرِ أهلٍ  تحسُّ العيشَ غفرانا

وارحل لِذَاتِكَ واستمطِر بشائِرَها

          وَ جُب بذاتِكَ أعماقاً و شطآنا


سأرحلُ اليومَ أو في قابلٍ وغداً

          سيحملونَ بقايا الروحِ جثمانا

وقد أرى دمعةً يا طالما كذبَت

            تبكي عليَّ وكم ابكَتنيَ الآنا

================

بقلمي د.جميل أحمد شريقي 

( تيسير البسيطة )

  سورية

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق