الخميس، 22 مايو 2025


***  أعلى الشفير. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أعلى الشفير. ***

بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطا الله الجزائري 

***  أعلى الشفير. ***

سلامٌ للأباةِ وللنسورِ

سلامٌ بالدمسقِ وبالعبيرِ


سلامٌ للدماءِ جرت وروّت

فما رضيت على هذا المصيرِ


فضحّت بالنفيسِ ولم تبال 

فصولاتٌ لها فوقَ الزئيرِ


تشيطنَ عالمٌ حتى حسبنا

بأنَّ المخفقين من الحميرِ


وقفتُ هناك في ركنٍ رفيعٍ

أنحّي البأسَ كي أحمي جذوري


وأبني مطمحًا برفاتِ نفسي

لتعلو همتي ويطولَ سوري


رأيتُ الناسَ تدفنُ كلَّ لبٍّ

وتشرعُ كي تكبَّ على القشورِ


فما حيٌّ يسيرُ بجنبِ حيٍّ

أرى الماشينَ من تلكَ القبورِ


أحاولُ أن أغضَّ الطرفَ عنها

ولم أصبح على خطأ وزورِ


بحثتُ بدجنةٍ كلّت علينا

لكي أستلَّ مصباحي ونوري


فما بالُ ابنِ آدمَ في غيابٍ

هو الموجودُ من غيرِ الحضورِ


يفكّرُ في يسيرِ الأمرِ حتى

تناسى العسرَ في اليومِ العسيرِ


فعفّت رغبتي عن كلِّ شيءٍ

فلم أهفُ لملّاكِ الحريرِ


وإنَّ الكوخَ في نفسي كقصرٍ

وما أحلى المكوثَ على الحصيرِ


دعِ الدنيا لمن نسيَ اعتبارًا

دعِ الدنيا لسكّانِ السعيرِ


على جرفٍ تصدّعَ حيثُ كنّا

لماذا الكلُّ في أعلى الشفيرِ


إذا ماتَ الجميعُ فمن تراهُ

يجيء لميّتٍ واري البخورِ


أقلّبُ أنجمًا حلّت بليلٍ

وأنسجُ غايتي وسطَ البدورِ


تركتُ الزادَ كي أحيا خفيفًا

وهل يرضيكِ يا نفسي ضموري


ولكنّي طفقتُ لخصفِ ذاتي

أرقّعُ فجوةً خسفت شعوري


وإزميلي المُعلّقُ في جداري

وأبياتي التي فوقَ السطورِ


فبالطرقِ المقفّى تمَّ أمري 

وقد شفيت بمطرقتي كسوري


فيُنشز بعدَ طولِ الصمتِ فكري

ومن بين السطورِ ترى نشوري


فأمخرُ في بحورِ الشعرِ حتى

تراني  كالفرزدقِ  أو جريرِ


أنا ذاك الشهيدُ ولستُ وحدي

ولستُ بأولٍّ أو بالأخيرِ


فيا نفسي إلى أعلى شذاها

هنالكَ كي ترفرفي أو تطيري

بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق