الجمعة، 16 مايو 2025


*** لأنك أنت. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** لأنك أنت. ***

بقلم الشاعرة المتألقة زهراء الركابي 

*** لأنك أنت. ***

لأنك أنت

لستَ عابرَ حُلمٍ في ليالٍ مُنهكةٍ

ولا ظلَّ غيمةٍ في صيفِ انتظاري…

أنتَ الحقيقةُ حين تشكُّ كلُّ الحواسِ

وأنا…

أنحني لكَ،

كما تنحني اللغةُ للحبِّ حين تُعجزها الكلماتِ.

أراكَ…

فيسكنني الهدوءُ،

كأنّك صلاةٌ تُصلّى بغير صوتٍ،

كأنّك وطنٌ،

كلما ضعتُ… عدتُ إليه دون خريطةٍ.

أتحسّس صوتكَ

كما يتحسّس الأعمى ضوءَ الشمسِ،

أستدلُّ على قلبي بخطاكَ،

وأُعيد ترتيبَ أنفاسي

كلّما نطقتَ اسمي بملء الحنينِ.

ما الذي فعلتهُ بي؟

أين كانت هذه المرأة التي فيَّ؟

التي تكتبُ وتبكي وتبتسمُ

في آنٍ واحدٍ؟

أيُّ سحرٍ فيكَ

جعلني أؤمن أنَّ الحياةَ تبدأ

من نظرةٍ،

ومن يدٍ تُمسكُ قلبي لا كفي؟

لا تقل شيئًا…

دعني أكتفي بك

كما يكتفي البحرُ بسرِّه،

والقمرُ بغموضه،

والعاشقةُ… بحبيبٍ مثلَكَ.

يا من تسري فيّ

كأنفاسِ الصباحِ الأولى،

أجمعُ من حولكَ أمنياتي

كأنّي إحدىِّثُ زهرةً نائمةً

ليشهد الكونُ على عطْري.

عيناكَ لغزٌ

لو فككته نظمته أشعارًا

وورودي حائرةٌ…

أينَ تُسقينها من ندٍّ يليق بلقائك؟

أراكَ

تلوكُ صمتي

كمن يقرأُ قصيدةً

كاملةً

من دون أن يغيّر حرفًا.

وعندما أكتبُ اسمك

يتسع الندى

في حروفي

ويُزهرُ الليلُ…

كأنّ قلبي مرسى

رسوته لحنا من خيالِك.

أهديكَ قلبي…

ليس كما تُهدي الزهورُ أيامَ الربيع

بل كما يهبُ الثريا نورًا

لمن لا يرى إلا فيك ضياءً.

فابقَ لي وطنًا

تؤوي إليه أيامي

وتغفو على جبهتي قبلاتُ حبٍّ

تهدهدُ أناملي

وتوقظُ قدري.

امسح عنّي الشتاءَ

بلمستك…

ولتكن ابتسامتُك الفجرَ

الذي لا يغيبُ

في سمائي.

بقلم : زهراء شاكر الركابي

توثيق: وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: أمل عطية 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق