الجمعة، 9 مايو 2025


دُمُوعُ الْوَطَنِ الْجَرِيحِ

النادي الملكي للأدب والسلام 

دُمُوعُ الْوَطَنِ الْجَرِيحِ

بقلم الشاعر المتألق: د.صدام  محمد بيرق 

دُمُوعُ الْوَطَنِ الْجَرِيحِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الْأَرْضُ تَـسْكُـبُ الْأَحْــزَانَ دَمـاً يَجْـرِي

وَخَيَـالُ اللَّيْـلِ قَـدْ يَسْكُـنُ فِـي الْحَنَايَا


وَالْـفَـقْـرُ مِثْـلُ طُـوفَـانٍ فَـاضَ بِأَرْضِنَا

يَبْحَثُ عَنْ رَغِيفِ فُتَاتٍ يَأْكُلُ أَوْ بَقَايَا


وَالْجَهْـلُ يَحْكُمُ شَعْبـاً بَـاتَ مَيْتًا نَائِمًا

تَحْرُسُهُ ظُلُمَة قُلُوبٍ عُمْيٍ سُودِ الرَّزَايَا


كَــانَ لِـيَ وَطَـنـاً أَضْنَـاهُ الـدَّمْـعُ نَحِيبًا

وَلَمْ يَعُدْ ظَـاهِراً لِلْأَكْوَانِ رَاكِباً للْمَطَايَا


قَـدْ أَمْـسَى تُـؤَرِّقُهُ الـدُّمُـوعُ مِـنْ وَجَعٍ

وَرَآى حُلْمَهُ الْمَوْعُودَ قَدْ غَازَلَتْهُ الْمَنَايَا


عَلَـىٰ أَرْضِـي قَــامَ لِـصٌّ مُتَسَـلِّقٌ فِيهَا 

أَنْجَبَتْهُ الشَّـوَارِعُ كَخُفَـاشٍ فِي مَسَايَا


يَبْنِي الْبُيُــوتَ هَـدْمـاً بِحَقِـيبَـةِ بَارُودٍ

يَرْسُمُ لَوْحَةً فَنِّيَةً بِالْقَنَـابِلِ وَالشَّظَايَا


يَهْـرُبُ الْأَقْـوَامُ مِنْـهُ مَشْـرِقاً وَمَغْـرِباً

يَقْرَعُ الْحُدُودَ هَمْساً وَلَكِنْ فِي دُجَايَا


صَـاحِـبُ الْأَرْضِ يُنْفَى مِنْهَـا كَغَـرِيبٍ

وَغَرِيبٍ يَرْقُصُ عَلَى أَشْـلَاءِ الضَّحَايَا


وَعَلَى شَـاطِئِ الْأَمْنِيَاتِ يُبْحِرُ قِبْطَانٌ

يَقْذِفُهُ مَـوْجٌ وَرِيَـاحٌ تَعْصِفُ بِالسَّرَايَا


وَهُنَاكَ هَدِيرٌ وَحَنَـاجِرٌ أَمْسَتْ مُدَوِّيَةً

أَتَتْ وَكَأَنَّهَا طُوفَانٌ يَهْتِفُ فِي الْبَرَايَا


وَفِي عُبَابِ الْبَحْرِ قَدْ وَهَبُوا أَرْوَاحَهُمْ

كَيْ يَسْكُنَ السَّلَامُ وَتُمْطِرَ فِيهِ الْعَطَايَا


وَلَكِـنَّ حَلِيفًا مَـدَدْنَا لَهُ صِـدَقَ الأيادي

كَانَ مُخْلِصًا وَلِمَشْرُوعِهِ أَخْفَى النَّوَايَا


كَمْ أَوْهَمَنَا بِصِدْقِ نَجْدَتِهِ لَنَا مُزَمْجِرًا

وَبَعْدَهَا انْجَلَى مَا أَضْمَرَهُ فِي الْخَفَايَا


وَكُـلُّ يَـوْمٍ يُظْهِـرُ لَنَـا الـزَّمَـانُ مَعَايِبَهُ

نَدَماً نَعَضُّ أَصَابِعاً لَيْتَهَا لَمْ تُمَدَّ يَدَايَا


كَيْـفَ وَقَـدْ أَصْبَـحَ حَـاكِمُنَا لَهُمْ عَمِيلًا

وَعَلَى أَيْدِيهِمْ تُرْتَكَبُ بِوَطَنِيَ الْخَطَايَا


وَالْـوَطَـنُ أَمْسَـى يَبْكِـي عَلَى أَطْـلَالِهِ

لَهُ أَنِـينٌ تَسْمَـعُ حَشْـرَجَتَهُ فِي حَشَايَا


أَنَا ثَـائِرٌ أَنْفُثُ يَـرَاعِيَ لِلْـوَطَنِ أَيْقُونَةً

بَعْـدَ أَنْ خَـاضَ مِعْصَـمِي كُـلَّ الْبَـلَايَا


وَمِنْ حُـرُوفِي أَنْسِـجُ سُيُـوفاً لَامِعَاتٍ

وَفِي سَاحِ الْوَغَى لَيْثٌ أُعَزِّفُ الْحَكَايَا


أَنَـا ابْـنُ الْأَرْضِ أَنْجَـبَتْنِي لَهَـا حَارِساً

أَنْطِـقُ بِالسَّـيْفِ كَمَـا تَنْطِـقُ بِهِ شِفَايَا


أُفَـتِّـشُ دَاخِـلِي عَــنْ دُمُــوعِ انْتِمَـاءٍ

إِذَا جَـفَّتِ الْأَرْضُ سَأَسْقِيهَا مِنْ بُكَايَا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم الأديب والشاعر:

د. صدام محمد بيرق 

اليمن ــ ٢٠٢٥/٥/٨م

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق