الأحد، 18 مايو 2025


*** هٰأنذا.  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** هٰأنذا. ***

بقلم الشاعر المتألق: كامل عبد الحسين الكعبي 

*** هٰأنذا.  ***

أناهضُ وحشةَ القفرِ

ماحقاً دياميسَ الحياةِ

من أجلِ نافذةٍ مغسولةٍ بالضياء

وزجاجٍ يمرّ منهُ العطرُ الهُوَام

لتلوحَ بارقةُ أملٍ

عبرَ شعاعِ نجمةٍ

من بينِ مصبِّ الأنغام

تعزفُ ألحانَ الرجوع

وحيثُ ترسو الأشرعةُ

حبالُنا مقطَّعةٌ

مراكبُنا ورقيةٌ

بحارُنا من شتات

بيدَ أنَّهُ سيزأرُ الضياءُ في الفراغ

يرشقُ النظرَ

ويشدَهُ أعينَ السراج

أقارعُ صمتَ الحجرِ

أندِّيه بلثغٍ علىٰ جنباتهِ

ليعودَ معَ رجعِ التلاحين

كُلُّ ما في يدي من الصلدِ تكسَّرَ

إلاّ وجوهٌ ضاعَتْ

في جمعِ الوجوه

كأنَّها مصيفُ جمرٍ

في مشتىٰ جليدٍ

غزلتها الأزمنةُ لي شراعاً

قبلَ أنْ تأفلَ في الأعينِ

حبّاتُ الدموع

أصارعُ وساوسَ الإنقراضِ

ببياضٍ فتيٍّ لكنَّهُ منفلِتٌ

لهُ القدرةُ علىٰ الصراخِ

بوجهِ العتمةِ

ويغدو كتوماً أمامَ النورِ

إذا ما ساورَهُ غبشٌ أسودُ

أشحذُ الأنيابَ

أدبّبُ الأصابعَ

أرقّقُ الأظافرَ

أمامَ كهولتهِ

قَدْ حانَتْ ساعةُ النضوبِ

وقادتهُ همزاتُهُ إلىٰ حتفه

أقاومُ الأوجهَ الخامدةَ

بصمتٍ ينطقُ بلا كلامٍ

ألملمُ بقايا النورِ

في انطباقِ الظلامِ

أمحو بهِ ما ينقشهُ الأخرونَ

علىٰ الحائطِ الرطبِ الأسود

أخطّها بإصبعٍ من لهبٍ

علىٰ وجهِ عالمنا المجهد

أتجذّرُ من حنجرتي

إذا ما التهبتْ تضاريسها

وأصرخُ بالموتىٰ كفىٰ .

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      العِراقُ _ بَغْدادُ

توثيق: وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: أمل عطية 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق