حين يُصبح الخُبز حلماً
النادي الملكي للأدب والسلام
حين يُصبح الخُبز حلماً
بقلم الشاعر المتألق: عماد سالم ابوالعطا
حين يُصبح الخُبز حلماً
تخيل أن تستيقظ…
لا .... على رائحة القهوة
بل على صفير الجوع في أحشاء أطفالك
تخيل أن تُصبح أقصى أمانيك... رغيف خُبز
وأن تمُر الليالي وأنت تعد أنين البطون
بدلاً من عقارب الساعات
هُناك ... الليل ليس هدوءاً
بل سؤال يتكرر في عيون ذابلة
هل سنصحو غداً ؟
هل يحمل الفجر شيئاً يُؤكل؟
أم نظل مُعلقين
بين طابور ماء
وصندوق معونة مختوم بصمت العالم؟
حتى الوقت هُناك جائع
يمضغ الثواني بأسنان من قهر
ويترُك خلفهُ أطفالاً يتقلبون كأرغفة محروقة في فُرن الانتظار
لا رائحة للخُبز
لا لون للماء
ولا نكهة للكرامة
حين تُعجن بالعجز والذُل
شاحنات تغص بالحياة الممنوعة
تنتظر عند بوابة مُغلقة
وفي كُل صندوق مؤجل رغيف نجاة محكوم بالإعدام بموافقة دولية
الطفولة هُناك لا تُقاس بالسنوات
بل بعدد المرات التي نامت فيها على وسادة فارغة
وبعدد الأبواب التي طرقتها الأمهات
فلم يُفتح لها سوى الصمت
الطفل هُناك لا يبكي
فالدموع تحتاج ماء
والماء ... صار حلماً مؤجلاً
والأم هُناك لا تشكو
فالوجع صار جُزءاً من صوتها
وصدى خافتاً في قلبها
لا يسمعه أحد
من أين تأتي الكلمات
حين يُصبح الجوع لُغتك الوحيدة ؟
ومن أي معجم تُترجم الكرامة
حين تكتب بالدموع لا بالحبر ؟
من يُدخل رغيفاً بدل الرُصاص؟
من يُحيي مدينة تنزف كل يوم
ولا يزورها أحد؟
المدينة هُناك تكتب وصيتها على قماش الصمت
وتدفن كرامتها في علب الإغاثة
بينما العالم يبتسم في قاعات المؤتمرات
ويغُض الطرف عن الخُبز المصلوب على بواباتها
وفي مكان آخر
يتكسر الخُبز بوفرة في أطباق من الزجاج
تفيض الرغبات حتى التُخمة
لكن لا أحد يُصغي
في تلك البُقعة المنسية
الجوع ليس موتاً
بل سؤالاً مُعلقاً في فم طفل
ماما ... شو يعني خُبز ؟
ولا أحد في هذا العالم
يمتلك الشجاعة ليُجيب
بقلم : عماد سالم ابوالعطا
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق