الخميس، 22 مايو 2025


في زمنٍ تَسارَعَتْ فيهِ الخطى

النادي الملكي للأدب والسلام 

في زمنٍ تَسارَعَتْ فيهِ الخطى

بقلم الشاعر المتألق: د. محمود محمدربيع 

في زمنٍ تَسارَعَتْ فيهِ الخطى

في زمنٍ تَسارَعَتْ فيهِ الخطى، وتَزاحَمَتِ الأفكارُ في الفضاءِ بلا مَدى،

وقف الإنسانُ حائرًا أمامَ اختراعٍ يَصنَعُ ما لا يُرتجى، ويَفكِّرُ كما لم يكن يُرتجى،

ذكاءٌ لا ينام، وعقلٌ لا يَشكو الونى،

يُلبِّي الحاجاتِ، ويَكشِفُ المعجزاتِ، لكنه قد يُخفي في طيّاتِه البَلى.


فهل يكون نعمةً تُنقذُ الإنسانَ من عَثَراتِ الدُنى؟

أم يكون نقمةً تَجعلُه غريبًا بينَ صُنعِ يديه، وأسيرًا لما ابتَدى؟

إنها لحظةُ وعيٍ فارقةٍ...

فإما أن نُحسِنَ التوجيهَ فننجو،

وإما أن نُسلِمَ زمامَنا للآلةِ، فَنضِلَّ الطريقَ والهُدى.

قصيدة " ذكاءٌ بلا قلب "

وَفِي زَمَنِ التَّطَوُّرِ قَدْ بَرَزْنَا

بِذَكَّاءٍ كَالسَّرَابِ لِمَنْ جَهِلْنَا


يُسَاعِدُنَا، يُنَافِسُنَا جَمِيعًا

وَيَسْرِقُ مِنْ عُقُولِ الْقَوْمِ فِكْرًا


فَهَلْ نَبْقَى عَلَيْهِ مُسَيْطِرِينَ؟

أَمِ اسْتَسْلَمْنَا لِلذَكاءِ وَمَا عَقَلْنَا؟


يُقَالُ: سِلاحُ عِلْمٍ فِيهِ خَيْرٌ،

وَيُمْكِنُ أَنْ يُدَمِّرَنَا إِذَا غَفَلَنْـا


لَهُ وُجْهَانِ: وَجْهُ نُهَىً وَنُورٍ،

وَآخَرُهُ جَهَالَةُ مَنْ تَفَنَّى


فَإِنْ أَحْسَنْتَ صُنْعَـهُ كَانَ نُورًا،

وَإِنْ أَسَأْتَ قَدْ يَجْلِبْ لَنَا الْهَوْلَا


أَيَا إِنْسَانُ، فَكِّرْ قَبْلَ خَطْوٍ،

وَكُنْ بِالْعِلْمِ فِي سَبِيلِكَ أَعْدَلَنْـا


وَخُذْ مِنْهُ الْجَمِيلَ وَزِنْ مَدَاهُ،

وَجَنِّبْ شَرَّهُ لِتَنَالَ فَضْلَا


فَـذَكَّاءُ الْعَصْرِ نِعْمَـةُ مَنْ رَعَاهُ،

وَنِقْمَةُ مَنْ بِغَيْرِ الْعَقْلِ قَلْـنَا


فَلَا تَأمَنْ لِعِلْمٍ دونَ حُسْنٍ،

وَلَا تَرْكَنْ لِقُدْرَتِهِ كُلِيلًا


فَعِلْمُ الْيَوْمِ إِنْ لَمْ يُرْشِدُوهُ،

سَيَصْنَعُ فِي البَشَرْ شَرًّا ثَقِيلَا


فَكُنْ حَكِيمًا فِي التَّعَامُلِ مَعْهُ،

تَكُنْ لِلنُّورِ فِي الدُّنْيَا سَبِيلَا

** بقلمي // الدكتور محمود محمدربيع 

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق