الخميس، 17 أبريل 2025


(  الرَحيلُ الكَبير  )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( الرَحيلُ الكَبير )

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 

(  الرَحيلُ الكَبير  )

خَمسٌ  منَ السَنَوات.…  وأنتِ  لَم  تَزَلي  تَرحَلين

مُذ رَكِبتِ السَفين …  لِمُهجَتي تَحمِلين 

روحي تَهيمُ فَوقَكِ واليَقين …  فَكَيفَ أنتِ تَجرُئين ? 

وَيُرفَعُ  ذاكَ الشِراع …  وأنتِ تُلَوِّحين

مَنديلُكِ  الوَردِيٌِ  في يَدِكِ اليَمين

حانَ وقَتُ الوداع …  حانَ وَقتُ الرَحيل

تَعصِرينَ في اليَدَين  ذلِكَ المِنديل 

تَسَمَّرَت عَيناكِ في تِلكُمُ  الآفاق ...  تَسَمٌَرَ الجَسَدُ الهَزيل

وإكتَسى أُفقُكِ بالصَفار  بِلَونِهِ ذاكَ الحَزين

قَبلَ المَغيب  …  سَنابِلُُ لِلشَمسِ تَنحَني   ...  أوِ تَميل

تَنثُرُ أحزانَها  وَقتَ الأصيل 

تُلامِسُ وَجهَكِ  الأسمَرِ  ...  ذاكَ الجَميل ... الجَميل

وفَجأةً …  هَبَّت رِياحُ الجَنوب 

خَفَقَت في صُدورِ العاشِقينَ القُلوب

وَيَزحَفُ الشِراعُ إلى  الشَمال 

يَغيبُ وَجهَكِ  ويَبهَتُ في الظِلال 

وتَلفُظُ الشَمسُ أنفاسَها …  وَتَغيب 

وكَذا وَجهكُِ  ذاكَ  النَحيل  …  

 عَن ناظِري  أيضاً يَغيب  

 من يَومِها  ألِفَت  مُهجَتي لَحنَ النَحيب

يا حُلوَتي …  هَل نَسيتي عِشرَتي ...

  سَجيٌَتي خُلُقي  ...  ذاكَ النَبيل … 

 النَبيل وأنَّني فارِسُُ لا يَعرِفُ المُستَحيل 

مُذ رَحَلتِ  إلى الشَمال …  والقَلبُ

 عَنكِ لا يَميل 

ولا يَزال  وَجهَكِ مُعَلٌَقاً  في تِلكُمُ الآفاقُ  ...  لا يَغيب

يا لَهُ وَجهَكِ ذاكَ البَعيد  ...  والقَريب

غابَت مَلامِحُُهُ   ...   ويَستَمرٌُ النَحيب

خَمسٌ مِنَ السَنَوات …  ولا تَزالي تَرحَلين

ويَرحَلُ الوَجهُ الحَبيب 

بَل يَرحَلُ في إثرِكِ  وَطَني …  إن مُتٌي  ...  ماتَ الوَطَن 

أنتِ الوَطَن  ...  أنتِ الكَرامَةُ والزَمَن .. 

أنتِ  الدِماء  ...  نَبضُ الوَتين في المِحَن

والشِراعُ  يا حُلوَتي  …  هُوَ الكَفَن

 ...  هُوَ الكَفَن

بقلمي المحامي   عبد الكريم  الصوفي

اللاذقية     .....     سورية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق