( الرَحيلُ الكَبير )
النادي الملكي للأدب والسلام
( الرَحيلُ الكَبير )
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
( الرَحيلُ الكَبير )
خَمسٌ منَ السَنَوات.… وأنتِ لَم تَزَلي تَرحَلين
مُذ رَكِبتِ السَفين … لِمُهجَتي تَحمِلين
روحي تَهيمُ فَوقَكِ واليَقين … فَكَيفَ أنتِ تَجرُئين ?
وَيُرفَعُ ذاكَ الشِراع … وأنتِ تُلَوِّحين
مَنديلُكِ الوَردِيٌِ في يَدِكِ اليَمين
حانَ وقَتُ الوداع … حانَ وَقتُ الرَحيل
تَعصِرينَ في اليَدَين ذلِكَ المِنديل
تَسَمَّرَت عَيناكِ في تِلكُمُ الآفاق ... تَسَمٌَرَ الجَسَدُ الهَزيل
وإكتَسى أُفقُكِ بالصَفار بِلَونِهِ ذاكَ الحَزين
قَبلَ المَغيب … سَنابِلُُ لِلشَمسِ تَنحَني ... أوِ تَميل
تَنثُرُ أحزانَها وَقتَ الأصيل
تُلامِسُ وَجهَكِ الأسمَرِ ... ذاكَ الجَميل ... الجَميل
وفَجأةً … هَبَّت رِياحُ الجَنوب
خَفَقَت في صُدورِ العاشِقينَ القُلوب
وَيَزحَفُ الشِراعُ إلى الشَمال
يَغيبُ وَجهَكِ ويَبهَتُ في الظِلال
وتَلفُظُ الشَمسُ أنفاسَها … وَتَغيب
وكَذا وَجهكُِ ذاكَ النَحيل …
عَن ناظِري أيضاً يَغيب
من يَومِها ألِفَت مُهجَتي لَحنَ النَحيب
يا حُلوَتي … هَل نَسيتي عِشرَتي ...
سَجيٌَتي خُلُقي ... ذاكَ النَبيل …
النَبيل وأنَّني فارِسُُ لا يَعرِفُ المُستَحيل
مُذ رَحَلتِ إلى الشَمال … والقَلبُ
عَنكِ لا يَميل
ولا يَزال وَجهَكِ مُعَلٌَقاً في تِلكُمُ الآفاقُ ... لا يَغيب
يا لَهُ وَجهَكِ ذاكَ البَعيد ... والقَريب
غابَت مَلامِحُُهُ ... ويَستَمرٌُ النَحيب
خَمسٌ مِنَ السَنَوات … ولا تَزالي تَرحَلين
ويَرحَلُ الوَجهُ الحَبيب
بَل يَرحَلُ في إثرِكِ وَطَني … إن مُتٌي ... ماتَ الوَطَن
أنتِ الوَطَن ... أنتِ الكَرامَةُ والزَمَن ..
أنتِ الدِماء ... نَبضُ الوَتين في المِحَن
والشِراعُ يا حُلوَتي … هُوَ الكَفَن
... هُوَ الكَفَن
بقلمي المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق