الخميس، 17 أبريل 2025


*** إِيهٍ يَا قلبُ ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** إِيهٍ يَا قلبُ ***

بقلم الشاعر المتألق: م.فتحي فايز الخريشا 

 

*** إِيهٍ يَا قلبُ ***

قلبٌ ومَا يُبْحِرُ في أشْرِعَةِ المُرتحِلةِ 

ليُمسِكَ السَّمَاءَ بأجْنِحَةِ النُّورِ، 

يَنحَنِي لجَذْوَةِ قنادِيلِ جَنَان المُهْجةِ

 في حُبُور،

يَرتَقِي ضَوءًا وما يَلبث أنْ يَهْوِي لِقَاعِ

 الوَهَنِ وسَرَابِ الأُمنِيَات، 

يَرتقي كطفلٍ شبُّ عن الطّوقِ ليقع

 مِن بَعد فُتُوَّةِ الشَّبَابِ في قبضَةِ 

أيْبَاسِ الهَرَمِ 

بأدوَاءِ العَجْزِ، 

تذروهُ رِيحُ اليَبَابِ،

يَكْتنِز النُّورَ إذا شَاءَ وقودًا لِسِرَاجِ اليَقِين،

أو يَنفَثُ العَتمَةَ بِالأَوهَامِ حِينَ يَهِيم

 وَرَاء الأهواءِ،

فؤادٌ يَبنِي الوُجُودَ كَالجِبَالِ الرَّواسِخ 

على رَاسِخٍ مكِينٍ،  

يُحيِي الجرداءَ للخَضَلاءِ،

أو يُسَافِرُ فوق أمواجِ السَّرَابِ، 

يُسافرُ غير مبالٍ بقَطْرٍ يَنهمرُ من ثجُوجِ

 عَيْنِ وَاقعٍ لنبضٍ ثمِينٍ،

فَإِمَّا سَبِيلٌ يَهْدِي للرُّشدِ صنو النُّجُومِ 

في حالِكِ الظَّلامِ،

وإمَّا خُطَىٰ لغَيَاهِبِ العتمَةِ تبعثرُهَا

 الرِّيحُ عن الهُدَىٰ للزّيغان، 

تبعثرُهَا لتَحتَرِقَ في المَسِيرِ سِيَّ 

شَجرَةٍ تساقطت لأَهْبِيَةِ الرَّمَادٍ،

إيهٍ يَا قلبُ زِنْ أفئدتك فِي مِيزَانِ

 الضِّيَاءٍ المُستَبِين،

زِنهُ بحيث لا تقوىٰ عليهِ رواجفُ 

المُيُولِ لا ولا تَضْلِيلُ الظُّنونِ،

لَا تَكُنْ خَفْقًا بِلاَ وُجْهَةٍ لسَامِي النُّورِ، 

لاَ تَكُنْ صَوتَ نبضٍ لأصداءِ الخواءِ، 

لا تكن حطبَ أغصَانٍ لمَوَاقِدِ النَّارِ، 

خُذْ طَرِيقَ الضَّوءِ عبر دُرُوبِ الزُّهُورِ، 

ٱقطف ثِمَارَ البَسَاتِينِ عُرُوجًا لبُرُوجِ السَّمَاءِ،

فَالمَسِيرُ النَّيِّرُ الحُرُّ يَحتَضِنُ الحقِيقة

 بِمَسَرَّةِ الجَمَالِ، 

يُعانِقُ بَلجَاءَ الضِّيَاءَ لمُقامِ ٱلإِنْسَانِ.

              من ديوان حديقة النور لمؤلفه :

           المهندس فتحي فايز الخريشا ( آدم ) 

  توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق