*** كنتُ أظن ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** كنتُ أظن ***
بقلم الشاعرة المتألقة: فاطمة حرفوش
*** كنتُ أظن ***
بقلم فاطمة حرفوش سوريا
آهٍ منك يازمن ..وألفُ آهٍ عليكَ
سلبتنا الأحلامَ والأمانَ بطرفةِ عينٍ
وسلمتهم لغرباءٍ لا جذورَ لهم في أرضنا تشربُ دمنا وتقتاتُ لحمنا وأقمت وطناً لألوف العابثين المارقينْ
سلًَطت يدهم على رقابِ أكبادنا
ووليت وجهكَ نحو أطماعِ الغادرينْ
وأقمت مأدبةً لهم تستنزفُ خيراتنا
ولم تشفقْ على جوعِ المحرومينْ
وأدرت ظهركَ بلا مبالاةٍ لآلامِ جموعِ الباكينْ
كنتُ أظنُ .. "وبعضَ الظنِ إثمٌ كبيرٌ "
أنَّ شمسَ الحرية ستبزغُ ذاتَ فجرٍْ قريبٍٍ
وينعمُ بنورها كلُ المسحوقينْ
وأنَّ الحبَ سينشرُ نوره في القلوبِ المظلمةِ
وينثرُ وروده في الفضاء بيومٍ سعيدٍ
وأنَّ السماءَ ستردُّ قريباً على أناتِ المعذبينْ
وترسلُ جنودها لتمدَّ لهم يدَ الغوثِ
وتكونَ لهم خيرَ طبيبٍٍ
وتوزعَ خبزَ المحبةِ على أفواهِ الجائعينْ .
وكنتُ أظنُ وأظنُ وأظنُ أنَّ الدنيا ستضحكُ
يوماً وتفتحُ ذراعيها لمعانقةِ المحرومينْ
وتمسحُ برفقٍ دمعَ المقهورينْ .
وتربتُ بحنانِ أمٍ على كتف البائسينْ
وتبلسمُ بحبٍ جراحَ مظلومٍ
أرقه الظلمُ وإغتالُ في عينيه فرحَ السنينْ
وتشدُ على يدِ متعبٍٍ سرقت ليالي
البؤسِ راحته ورمتها في بئرِ الأحزانْ
ولكنَّ ظني خابَ ورأيتها أماً
لكلِ معتدٍ وآثمٍ وبغيضْ
تغضُّ الطرفَ عنهم وتحميهم
وتغدقُ العطاءٓ لكلٍ منافقٍ وغادرٍ
وخائنٍ رعديدْ
كنتُ أظنُ أنَّ ميزانَ العدلِ
سيستقيمُ يوماً ويعيدُ الحقَ السليبْ
وأنَّ الحقيقةَ سيسطعُ نورها
وتستردُ حقها من كاذبٍ اختلسَ ثوبها
ورحلَ ينشرُ أضاليله ويضحكُ
بمكرِ آفاقٍ لعينْ
يهمسُ بسره لاعزاءَ للمخدوعين
وأنَّ حبالَ الكذبِ قصيرةٌ ستُوقعُ
الكذوبَِ بشرِ أعماله
وأنَّ الصدقَ خيرُ المنجين
كنتُ أظنُ وأظنُ وأظنُ ..
وفي الظنون يضيعُ عمرّ ثمينْ .
بقلم : فاطمة حرفوش
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق