الأربعاء، 16 أبريل 2025


***رحيل إلى المجهول***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***رحيل إلى المجهول***

بقلم الشاعرة  المتألقة: فوزية الخطاب 

***رحيل إلى المجهول***

ها أنا أرحل

ورحيلي دون عودة

دون وداع ..

دون أشواق..

دون حضن دافىء ..

دون نظرة حنونة وابتسامة رؤومة

فقط عالم من دموع.

حتى صار  المكان مقفراً..

واللحن حزيناً موجعاً

ماتت وروده وذبلت زهوره

غادرت الطيور أوكارها 

وباتت مهجورة.

ها أنا أرحل من أرضك

عالمك ، وجنتك..

فمدينة أحلامي محطمة الأسوار

انتفضت عروقها وصرخت أوصالها

تسابق المجهول..

تتخطى اللامعقول

تترك وراءها مساحات بيضاء نقية.

ها أنا  أرحل..

ولن أعود

في عيني غيوم  متراكمة

وعلى شفتيَّ كلام حزين..

لا أقوى على البوح به.

آهات تنشر تراتيلها مفعمة بالشوق

كطيف حالم يرسم لوحة فنية

بريشة مقتدرة وألوان الطبيعة

ها أنا أرحل ..

أبحث بصدق

عن الأمل المنشود

 عن الرضى وكسر للقيود

أخيط جروحي بصبري

وتجلدي

أنثر الحب فيها 

كفراشات الربيع الملونة.

ها أنا أرحل ..فاذكروني 

عند رفوف الذكريات الجميلة

وتذكروا الخذلان الذي  أصاب عيوني

 وآمالي آه.. ثم آه

كيف أتجرع هذا الألم العميق

وأمسح  هذه الدموع الحزينة

وأستيقظ من حلمك المسموم

الذي يتوسد خاصرتي كالسكاكين

بعدما أحببتك صار لي جناحان

وهمت بهما في سماء العشق الواسع

صدقتك وسلمتك قلبي 

بما يملك وما يحتوي

والآن.. ها أنت ترحل

تتركني لوحدي مع دموعي

تعذبني.. تجرحني..

تجتث جذوري من الأعماق

تكسر مرايا روحي الشفيفة النقية

وتترك غصة في القلب عصية

ينزف القلب وينزف..

ها أنا  أقص جناحي الصغيرين

أتخلى .. أتراجع..

أحمل حبك في نعش الوفاء

وأدفنه في عمق الأرض التي  جمعتنا

أنا وأنت والحب

ربما  تزهر هناك  وتثمر

ربما تجد مبتغاك.

ها أنا أقف على حافة الحلم المحتضر

أرتب هزيل أوراقي

أبحث عن بصيص أمل

 يعيدني لنفسي

أبحث عن الراحة والهناء

ها أنا أمضي  قدماً

أسير أخطو خطى  متثاقلة

لا عودة للماضي

فأنا شمس  حارقة

لا ترحم. بعد اليوم ..

لا أفول لا تراجع.

بقلمي فوزية الخطاب

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق