الأربعاء، 9 يوليو 2025


***  من أنتِ ؟؟  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** من أنتِ ؟؟ ***

بقلم الشاعر المتألق: حكمت نايف خولي 

***  من أنتِ ؟؟  ***

من أنتِ يا حواءُ في سِفرِ الهوى ؟

من أنتِ في إعصارِ شوقي والجوى ؟

من أنتِ في ترحالِ روحي في الجِوا ؟

من أنتِ في تيَهانِ قلبي في النَّوى ؟

أنتِ المُنى ورحيقُ أحلامِ الهوى

أنتِ السكينةُ في أعاصيرِ الجوى

ورفيقةُ التِّرحالِ في حَلكِ الجِوا

وأنيسةُ الأحزانِ في ضنكِ النَّوى

أنتِ الحنانُ ورقَّةُ الطَّلِّ العذوبْ

وشفافةُ الأنوارِ واللحنِ الطَّروبْ

أنتِ ابتهالاتُ الورودِ تقبِّلُ

الفجرَ المضمَّخَ بالطُّيوبْ

ونشيدُ أطيارِ المحبةِ

في فضا الكونِ الرحيبْ

همسُ الفَراشِ على الزَّنابق ِ

في ذُرى الجبلِ الخضيبْ

دمعُ السَّماءِ يهُلُّ منسكباً

على لهبِ القلوبْ

بل أنتِ روحي تحضُنُ الأكوانَ

في أفق ِالغروبْ

وتُطلُّ وارِفةَ المنى فتجوزُ

عابرةً سديمَ الحسِّ للكونِ الأبيدْ

فهناك في الكونِ الأبيدْ

نبني لنا وكراً على غصنٍ تليدْ

وكراً يُظلِّلُ عمرَنا ننسى به الآلامَ

نرشُفُ من شِفاهِ اللهِ خمرةَ حبِّنا

ونذوبُ وجداً في لهيبِ

العِشق ِ والحبِّ المجيدْ              

حكمت نايف خولي

من قبلي انا كاتبها

توثيق: وفاء بدارنة 



***  هذهِ أنا ...***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** هذهِ أنا ...***

بقلم الشاعرة المتألقة: نور شاكر 

***  هذهِ أنا ...***

أنا دموعُ الشّتاءِ حينَ تَهطِلُ

وأنا رياحُ الخَريفِ إنْ تَجهّمُ


أنا زُهورُ الرّبيعِ إنْ تبسّمتْ

وأنا شُعاعُ الصّيفِ إذْ يَتَأجّجُ


أنا الحقيقةُ لا أُزيّفُ خُطوتي

أنا النّقاءُ، وما سِوايَ تَموّهِ


أنا الطّبيعةُ إنْ نَظرتَ جمالَها

تلقَ الفصولَ جميعَها في مَطلَعي


أنا الحضورُ بكلِّ وجهٍ باسمٍ

في كلِّ دربٍ للضياءِ تَراني.

بقلم :  نور شاكر

توثيق: وفاء بدارنة 




قَراءَةٌ لِنَصٍّ أَدَبيٍّ...

النادي الملكي للأدب والسلام 

قَراءَةٌ لِنَصٍّ أَدَبيٍّ...

بقلم الناقد المتألق: صاحب ساجت 

قَراءَةٌ لِنَصٍّ أَدَبيٍّ...

 

 " اِنعكاسَاتٌ قادِرَةٌ عَلَـىٰ التَّفاعُلِ 

      مَعَ الوَاقعِ وُجُودًا وَ عَدَمًـــا "

    قَراءَةٌ في نَصٍّ بِعُنوانِ " فُوضَىٰ "


المُقدَّمَــةُ..

        ثَمَّةَ اِنعكاسَــاتٌ تَطبيقيَّةٌ علـىٰ نصٍّ أَدبيٍّ - بَينَ أيدينَــا- أرَىٰ تَناولَهُ في هـٰذهِ القَــراءَةِ البَسيطَةِ أمرٌ لا بُدَّ مِنهُ، كَي نَتعرَّفَ وَ نَعرِفَ مَـاذَا نَقرَأُ، 

وَ كيفَ نَقـرَأُ؛ فَيُلزِمُنَـــا أنْ نَتنَــاوَلَ تَحديــدًا ثَلاثةَ مَفاهيـمَ فيهِ، مِنهـَـا:

* مَفهُومُ الفُوضَىٰ

* مَفهُومُ الأحـلامِ

* مَفهُومُ الـــذَّاتِ


أَولًا:- أَصلُ المَوضُوعِ.. 

        قَراءَةُ نَصٍّ أدبِيٍّ

عِنوانُ النَّصِّ:- فُوضَىٰDisorder

الكَاتبَةُ:- سُميَّة جُمعَة/ سُوريَــا

القَراءَةُ:- صاحِب ساچِت/ العِرَاق


           ( فُوضَىٰ)

نعم.. انها الفوضى 

 احاول ان أرتب الوقت 

على مقاساتي، أحاكي رغباتي

فتختلط جميع أوراقي

بعبثية التسرع!

عناق بارد مع نفسي 

تذيبه قصر المسافات 

بيننا

هل تنزلق الأقدام

إلى حد التلاشي

و تعود إلى ما كانت عليه

بعد رحلة طويلة بين مطبات  الحياة

لتسأله مثل كل مرة

دون أن تغير شكل الأسئلة 

كيف لحديث عابر، 

بسيط

أن يأخذنا 

إلى خارج ارواحنا

إلى عمق المتاهات

التي تبعدنا عن محاور افكارنا

و تعيدني إلى الماضي 

إلى  تلك الطفلة البريئة

كحدثٍ

في أجمل الروايات

سندريلا حافية القدمين

انيقة، متحفظة..

تبحث عن مقاس حذاءٍ 

لقدميها

وأرض.. 

مستقرة  تقيها شر السقوط

و زمهرير الثلج 

تحلم بعالم لا يخدشه السواد

احاديثنا السرّية

ضحكاتنا المعلنة

و ألف وجه لمن حولي

و وجه واحد  

بابتسامة  نقية..

 لأنثى الحلم!

    (سمية جمعة/ سورية)


ثانيًا:- تَفصيلُ المُقدَّمَةِ

* مَفهُومُ الفُوضَىٰ

        الفُوضَىٰ تَعني جَمـيعُ الأفرادِ

لا يعيشُـونَ حَيـاةً مُحدَّدةً مُسبَقًــا.

وَ هي اِضطرَابٌ وَ ارتِباكٌ، أسبابُهَا إكتئابٌ، أو قِلَّةُ تَقــديرٍ لِلــذاتِ، أَو إنخفَـاضُ طاقَةٍ، أَو مشــاعرُ توتُّـرٍ، 

أو قَلقٌ.

(نَعم .... إنَّها الفُوضَىٰ)!!

عِندَما يَصدمَكَ نَصٌّ بِهذهِ العِبارةِ

القاسيةِ، لا بُدَّ.. أنْ تَشعرَ أنّكَ غَيرُ مَحظوظٍ في قَراءتِكَ لَو تَوغلْتَ فيهِ، فَيحدُو بِكَ التَّجاهِلُ وَ الإبتعادُ عنٓ شَظايا الفُوضَىٰ!

     تَبحَثُ عنْ صَفحةٍ أُخرَىٰ، أَكثرَ لَطافَةٍ وَ رِقَّــةٍ، بَيْدَ أَنَّكَ تَدخلُ في دَوَّامَةِ الفُوضَىٰ الحَقيقيَّةِ في طَرحِ الأفكَـــارِ وَ رَسْــمِ الأحَـاسيسِ غَيــرَ المَلمُوسَــةِ، بِصُوَرٍ لا يُؤطرُهَــا الفَنُّ 

أَو المِهنيَّةُ المُحترفَةُ، إنَّمَـا الفَجاجَةُ

وَ الإبتذَالُ..

فَتَعُــودُ القَهْقَـرَىٰ إلـىٰ النَّصِّ الّذي تَجافَيتَ عَنهُ، تَجُرُّ أذيَــالَ الخَيبَــةِ

خَلفَكَ، فَتطمَئِنُّ نفسُكَ لِمُتَــابعَــةِ حُروفٍ زَاحفَةٍ كَأنَّهَــا مَسْرَبُ أَفْعًىٰ ناعِمَةِ المَلمَسِ، أَو خَربشاتُ طِفلٍ 

في ظَلامِ الجَّهلِ عَلـىٰ وَرقِةٍ نَاصعةِ البَياضِ!

* مَفهُومُ الأحلامِ

         الحُلْمُ.. اِضطرَابٌ في النَّومِ، يَدُومُ بِضْعَ دَقائقَ، عَادَةً مَـا نَلْحَظُهُ 

لَدَىٰ الأطفالِ أَكثرَ  مِمَّا نَسمَعهُ عِندَ البَـــالغينَ، وَ تَحديــدًا مِمَّنْ لَديــهِ مُشكِلاتٌ عاطِفيَّةٌ أَو عمليَّةٌ في أَثناءِ تَأديَةِ مَهـــامِ عَملِــهِ في النَّهَـــارِ، أَو نَتيجَةً لِلضَّغطِ النَّفسي وَ الحِرمَــانِ 

أو الأمرَاضِ.

        الحُلْـمُ أَو الرُّؤيَــا سِلْسِلَـةٌ منَ التَّخيُّلاتِ تَحدِثُ في النَّومِ، تَختلِفُ تَبعًـا لِتَماسكِهَــا وَ مَنطَقيَّتِهَــا.

وَ عَرَّفَ "سيجموند فرويد" الأحلامَ:

بِأنَّهَا وَسيلَةٌ تَلجأُ إليها النَّفسُ لإشباعِ رَغباتِهَـا وَ دَوافعِهَا المَكبوتَةِ خاصَّةً، 

وَ الّتي يَصعُبُ إشباعَهَــا في الوَاقعِ.

* مَفهُومُ الـذَّاتِ

    الذَّاتُ مُصطَلحٌ يُشيرُ إلـىٰ كيَانٍ فَرديٍّ وَ شَخصيَّـةٍ داخليَّةٍ، تَشمِــلُ أفكَارَ وَ مَشاعرَ وَ تَجاربَ الشَّخصِ.

وَ هي كَيانٌ عَــامٌّ لِلنَّفسِ المُكنُونِ فيهَــا اِنفعَالاتٌ وَ عَواطِف شُعوريَّةٌ 

أَو حِسِّيَةٌ. 

      وَ تُعَدُّ نَواةٌ رَأْسَـيَّةٌ تَقومُ عَليهَــا الشَّخصيَـةُ، لهَـــا مَفهُومٌ فَلسَـــفي 

وَ نَفسي يُشيــرُ إلـىٰ الوَعي الـذَّاتي لِلفردِ وَ تَجربتِهِ الفَريــدَةِ، وَ تَشمِـلُ الهَويَّةَ وَالشَّخصيَةَ، وَالوَعي الذَّاتي، 

وَ القدرَةَ عَلـــىٰ التَّفكيرِ وَ التّفاعُلِ.

وَ هي إجابَةٌ عنْ سُؤالٍ " مَنْ أَنَـا؟".

 

ثَالثًا:- تَحليلُ النَّصِّ

      لِكَي نُسـلِّطَ الضَّـوءَ مِنْ زَاويَــةٍ

تَحليليَّـةٍ، يُسْتَوجـِبُ المُــرُورَ عَلَـىٰ مُنعَطفاتِ وَ حَيثيَّاتِ النَّصِّ المَعْني.

١) العنُوانُ وَ دَلالَتُهُ..

    العنُوانُ وَجـهٌ إعلامـيٌّ لأيِّ نَـصٍّ أدبــيٍّ، وَ المَعـرُوضُ بَـينَ أَيدينَــــا لِلدَراسَةِ هُـو (فَوْضَىٰ  Disorder)

* المَعنَىٰ إصْطلاحًا 

     انْفِـلاتٌ وَ قِلَّـةُ نِظـامٍ أَو.. بَلْبَلَةٌ 

أُخِلَّ بِهَا النِّظَامُ، تُؤشِّرُ إلـىٰ مُجتمَعٍ 

أَو بَرنَـامجِ حَيــاةٍ لِـفَردٍ، يَفتقِرُ إلـىٰ السُّلطةِ أو التَسلْسُلِ الهَـــرَمي فِـي التَّعاملاتِ.

* المَعنَىٰ في النَّصِّ

     يَبدُو منْ القَراءَةِ الظَّاهريَّةِ، ثَمَّةَ فُوضَىٰ ضَاربَةٌ أطنابَهَـا عَلـىٰ حَيـاةِ شَخصيَّـةِ النَّصِّ المُتَفــرِّدةِ بِهَا دُونَ

سِواهَــا، وَ تَلكَ نَتيجَـةٌ لِمُقدَّمَــاتٍ

وَ أسبابٍ عاشتْهَـــا شَخصيَّةُ النَّصِّ،

وَ جَعلتهَــا في - لَحظةٍ قَـاهرَةٍ- أنْ 

تَبُوحَ وَ تَقُرَّ لهَا بالإذعانِ، فَتُحَـاكي بِذلكَ رَغبَــاتٍ عَبثيَّــةٍ، تُوشِكُ أنْ تَنزلِقَ بِسببِهَـا إلـىٰ التَّهلُكةِ!


٢) لُغَــةُ النَّصِّ الشِّعريَّــةُ:-

         تُعَرَّفُ بإنَّها لُغةٌ أدبيةٌ راقيةٌ، يَستعملُهَـــا الأديبُ لِيضْفي بُعـــدًا جَماليًّــا إضافيًّـا عَلـىٰ أبداعِهِ، مِمّا يُؤدِّي إلَـىٰ إنزياحَـــاتٍ لُغـويَّــةٍ في النَّصِّ وَ زيادةٍ في الإيحاءِ وَالتَّصويرِ، فَيدعُو الأديبَ إلـىٰ تَوظيفِ المُفارقَةِ 

وَ الإسـتعَــارَةِ، وَ الرَّمْــزِ وَ الإنزيَــاحِ الإسلُوبي بِاستعمَـــالِ لُغَــةٍ خاصَّــةٍ إعتمَادًا عَلـىٰ التَّصويرِ.

   وَ مِمَّا لا شَكَّ فيهِ.. الأدبُ تَشكيلٌ لُغَويٌّ يَتَّصلُ اِتصَــالًا وَثيقًا باللُّغَــةِ، باسلُـوبِـــهِ التَصويـريِّ وَ الإيحَــائي.

    وَ اللُّغَـةُ أداةُ تواصـلٍ بينَ البشـرِ لَفظًـا أو رَمزًا، فَضلًا عنْ أنَّهَـا أداةُ تَعبيرٍ عَنِ الآراءِ وَ الأفكارِ وَالمشاعرِ 

بينَ الإنسانِ وَ أَخيهِ، وَ بَينَهُ وَ.. 

الكائِناتِ الأُخرَىٰ.


٣) إطارُ النَّصِّ وَ حَدَثُــهُ...

       النَّصُّ مَادةٌ شِعريَّةٌ، أو حِكايَةٌ نَثريَّــةٌ شاعريَّــةٌ، تَستَمِـدّ عنَــاصِـرَ وُجُودِهَــا مِنَ الخَيالِ أو الوَاقِــعِ.. 

أَو مِنْ كِليهِمَــا! 

وَ هوَ جِنسٌ أَدبيٌّ قامَ عَلـىٰ حَدثٍ 

دَارَ بَينَ شَخصيَّةِ النَّصِّ- المُتَكلمِ- 

وَ ذاتِهِ، عُرِضَتْ فيهِ إشكالاتٌ جَمَّةٌ.

(احاول ان أرتب الوقت 

على مقاساتي، أحاكي رغباتي

فتختلط جميع أوراقي

بعبثية التسرع!)    النَّصُّ

    هـٰذهِ المُحاوَلَةُ كَشفَـتِ الجَّــوَّ العَــامَّ، المُتَمثِّلُ بِفَوضويَّـةِ الزَّمنِ

وَ المَكانُ.

      فَالوقتُ غَيرُ مُرتَّبٍ علـىٰ وُفقِ مَقاسَـاتٍ مَكانيَّـة تَريدُهَـا شَخصيَّـةُ

النَّصِّ، بِحيثُ يَصعُبُ عَليهَــا تَلبيةَ حَاجاتِهَـا، أو تَنظيمَ حياتِهَا اليَوميَّةِ، نَتيجَــةَ سِـرعَـةٍ طَـارِئَةٍ علـىٰ نِظـامِ الحَياةِ. 

    تَأزَّمَت هٰذهِ الفُوضَىٰ، في نُقطةٍ مُعينَّـةٍ لِتَصلَ إلـىٰ الذَّروَةِ...

(عناق بارد مع نفسي 

تذيبه قصر المسافات 

بيننا...)      النَّصُّ

بَعدَهَا شَرعَتْ عُقدَةُ النَّصِّ تَتَحَلْحَلُ 

وَ تَتفَكّكُ حَتىٰ النَّهايةِ. وَ النَهايةُ هي التَّفاعُلُ مَعَ خَزينِ ذِكرَيَـــاتِ عَهْــدِ الطُّفولَةِ، وَ اَستحضَـارُهَـا كَمُخَلُّصِ 

لِمَا آلَتْ إلَيهِ المَسافَاتُ مِنْ سقُـوطٍ 

وَتَردِّي، لا يَشفَع" العِناقَ معَ النَّفسِ" 

      وَ هٰذا الإنزلاقُ /السُّقُوطُ نَتيجةً حَتميَّةً لِتقاطعَاتٍ وَ حواراتٍ أخَذتِ المُتكلّمِ إلـىٰ مَتاهَـاتٍ سَحيقَةٍ..

(كيف لحديث عابر، 

بسيط

أن يأخذنا 

إلى خارج ارواحنا

إلى عمق المتاهات)    النَّصُّ

  عَالَمٌ لا نهايةَ لهُ، يَتميَّزُ بالضَّبابيَّةِ

المَاضَويَّةِ، تَعيدُ الحَالَ إلـىٰ أَحلامٍ

طُفوليَّةٍ لا جَدوَىٰ مِنْهَــــا في ظِلِّ الإبتعَادِ القَسري عَنْ مَنطِقِ التَّفكيرِ.

فَلا الــ " سَنْدَريلّا " الوَهْــمُ تَحصُـلُ علـىٰ مَقاسٍ لَهَــا، وَ لا تَرحمُهَــا..

(أرض.. 

مستقرة  تقيها شر السقوط

و زمهرير الثلج)!      النَّصُّ

فـَتتَذوَّقُ مَرارةَ خَيباتِهَـا في البَحثِ 

في "عالَمٍ أسودَ"، وَ لمْ تَجِدْ منْ بينَ آلافِ الوُجُوهِ وَجْهًا لــ" أُنثَىٰ الحُلْمِ " مُبتسِمًا بِنقاءٍ وَ صِدقٍ!

   النَّصُّ مَوضُوعُ قَراءَتِنا.. قَدَّمَ حَدثًا وَحيدًا، ضِمنَ مُدَّةٍ زَمنيَــةٍ قَصيــرَةٍ، 

وَ مَكانٍ مُحدَّدٍ، عَبَّرَ عَنْ جانبٍ مِــنْ جَوانِبِ الحَياةِ، بَلْ أُسُّ الحَياةِ.. 

وَ تَفاعلاتُهَــا الإنسانيَّةُ!

سَرْدٌ شاعِريٌّ مُحكَمٌ، مُوجَزٌ، مُنسجِمٌ إلـىٰ حَدٍّ مَا، ذُو شَخصيَّةٍ رَأْسيَّةٍ، مَعَ وَصفٍ قَصيرٍ عَنْهَــا، اِحتَلَّتْ مَساحَةً مُهمَّةً في نَصٍّ يَحملُ دَفْقَـةَ مَشاعِـرَ قَويَّةٍ، تَهِزُّ وُجدانَ القارِئ وَ تُؤثِّرُ فِيهِ، بِجَلسَةِ قَراءَةٍ واحِدَةٍ.

   يَترِكُ اِنطباعًا كَبيرًا، مُوجَّهًا إلـىٰ القرَّاءِ دُونَ اِستثنَــاءٍ، مُبيِّنًـا مُعَـانَـاةَ إنسَانٍ في بِيئَـةٍ لا تَرحَــمُ!


          أَخِـــــــــيرًا...

    كُتِبَ النَّصُّ بإسلوبٍ فَنيٍّ بَسيطٍ، 

وَ لُغَةٍ سَلِسَــةٍ تَمكَّـنَتِ الكَــاتبـَةُ مِنْ خِلالـِـهِ أنْ تُوصِلَ فِكرتَهَــا بِسهُولـَةٍ، دَونَ تَكَلُّفٍ أو تَعقيدٍ، شَـدَّتِ القَارِئَ لِلمتابَعَـــةِ، دَونَ إجبارِهِ عَلـىٰ ذَٰلكَ، بِعفـويَّةٍ وَ تفاعلٍ مَعهُ وَ لَمْ نَسألْ: 

ــ مَــا جِنسُ هٰذَا النَّصُّ؟

ــ هَلْ إنَّهُ حِكايةٌ، خاطِرَةٌ، قَصيدَةٌ.. 

أَمْ مَــاذَا؟ 

وَ السَّببُ، كَمَــا أرَىٰ، هُوَ :

أَخذُهَا لَنَا، بِمفردَاتٍ لُغويَّـةٍ، سَهلَـةِ الفِهْــمِ، جَميلَــةِ المَبْـنَىٰ، وَاضحَــةِ الهَدفِ، لا تَحتاجُ إلـىٰ سَجَعٍ وَ عَمُودٍ 

وَ قافيَـةٍ وَ قَصٍّ جَذّابٍ، وَ اَنتقَلَــتْ 

مِنْ صُورةٍ إلـىٰ أُخرَىٰ بِلا تَكلُّفٍ وَ لا عَناءٍ يُتْعبَــانِ المُتلَقّي!

كُلُّ التَوفيقِ للإستاذَةِ " سُميَّة جُمعَة" 

وَ نَأمَـلُ أنْ نَرَىٰ لهَــا نَتَـاجَـاتٍ تُغَطِّي تَفاصيلَ الحَياةِ، وَ تَسبرُ أغْوارَ النَّفسِ البَشريَّةِ الَّتي جُبِلَتْ عَليهَــا..

           مَعَ أطيبِ التَّحيــاتِ

        (صاحِب ساچِت/العِرَاق)

توثيق: وفاء بدارنة 




*** صباحٌ لبغداد…***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** صباحٌ لبغداد…***

بقلم الشاعر المتألق: 

---

*** صباحٌ لبغداد…***

صباحٌ يتكئُ على كتفِ دجلة،

يفركُ عينيه بماءِ النهر،

ويُهدهدُ المدينةَ بترنيمةِ القصبِ، وهو

 يرقصُ في مهبِّ الروح.


سلامٌ على العمالِ الغابشين،

يمضغون التعبَ مثلَ رغيفٍ بائت،

ويُلقون بأنفاسِهم في جوفِ المعامل،

كأنهم يُنقّبون عن وطنٍ في حفرةِ الفحم.


أيديهم مشقّقةٌ كأرضٍ عطشى،

لكنها تبذرُ الحياةَ في طينِ الفجر.


صباحٌ للنساءِ الواقفاتِ عند تنانيرِ الأمل،

يُشعلنَ الخبزَ كأنّه دعاء،

وترتفعُ رائحةُ الطحينِ مثلَ بُخورٍ يُصلّي

 لنهارٍ لا يعرفُ الجوع.


سلامٌ على شبابٍ

يبحثون عن وطنٍ في عيونِ بعضهم،

عن نافذةٍ صغيرةٍ تفضي إلى الضوء،

عن قُبلةٍ واحدةٍ لا يخونها الرماد.

يحملون أحلامَهم على أكتافٍ منهكة،

ويضحكون، رغم أن الحلمَ يُضربُ يوميًّا بالهراوات.


يا بغداد،

يا أنثى تسرّحُ شعرَها بماءِ النهرِ كلَّ صباح،

كلُّ صباحٍ لكِ صلاة،

وكلُّ تعبٍ فيكِ شهقةُ حبّ،

وكلُّ من ظلَّ فيكِ واقفًا… يستحقُّ نشيدًا لا ينتهي.


صباحٌ يتدلّى من خيوطِ الشمس 

على وجهِ طفلةٍ

تحملُ محفظةً مرقّعةً بالحنين،

تتعثّر بخطى الحرب،

لكنّها تمضي…

كأنّ الأملَ يختبئ في ضحكتها.


صباحٌ للباعةِ المتجولين،

يجرّون عرباتهم كما تُجرُّ الأحلامُ 

في شوارعِ التعب،

ينادون على بضائعهم كمن ينادي 

على ذِكرى،

على وطنٍ كان يُباعُ في الساحات… ثم فُقِد.


صباحٌ للمقاهي التي لا تزالُ تحتفظُ

 بأحاديثِ الشعراء،

وبمقاعدَ شهدت انقلابَ القلوب،

وسجائرَ احترقتْ قبل أن تشتعلَ القصائد.

في كلّ ركنٍ، ظلُّ مغنٍّ عتيق،

وفي فنجانٍ، وجهُ وطنٍ مذبوح.


يا دجلة،

كم من سرٍّ خبأتَه بين أمواجك؟

وكم من دمعةٍ خجولةٍ عبرتْ دون أن تراها الشمس؟

أنتَ الشيخُ الذي شابَ من كثرةِ المآسي،

لكنّك ما زلتَ تُغنّي،

كأنك لا تعرف الغرق.


يا بغداد،

كلُّ صباحٍ لكِ قصيدة،

وكلُّ جرحٍ فيكِ يتحوّل إلى لحن.

أنتِ المدينةُ التي، إذا انكسرتْ،

تنهضُ من انكسارِها،

وتُشعلُ قنديلَ الحياة.


سلامٌ للذاهبينَ في صمتٍ نحو الفجر،

للواقفين على الأرصفةِ كأنّهم صلوات،

للأمهاتِ اللواتي يخبزنَ الصبر،

وينثرنهُ على موائدِ الفقراء.


سلامٌ عليكِ،

يا مدينةً تُولدُ كلَّ صباحٍ،

من رمادِ الليل،

ومن عنادِ أبنائكِ.

بقلم : 

توثيق: وفاء بدارنة 




***  تَـمَهَّـلْ قَـلِيـلًا. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***  تَـمَهَّـلْ قَـلِيـلًا. ***

بقلم الشاعر المتألق: عماد فاضل 

***  تَـمَهَّـلْ قَـلِيـلًا. ***

تَـمَهَّـلْ قَـلِيـلًا، أَرَاكَ تُبْدِي لِبَاسَ الفَخْرِ، وَاعَجَبِي

كَأَنَّكَ البَدْرُ فِي الآفَاقِ يَكْتَمِلُ


عَلَى خُطَى شَبَحٍ، فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ،

تُبْدِي الشَّجَاعَةَ فِي وَجْهِي وَتَنْفَعِلُ


لِلْعَيْنِ تَبْدُو كَرَأْسِ الطَّوْدِ مُنْتَصِبًا،

وَفِي ثَنَايَاكَ نَارُ الشَّوْقِ تَشْتَعِلُ


تَمَهَّلْ قَلِيلًا، وَخُذْ قَبْلَ القِلَى نَفَسًا،

وَاخْلَعْ قِنَاعَكَ، إِنَّ العُمْرَ يَرْتَحِلُ


لَا تَكْتُمِ الأَمْرَ، فَالأَحْزَانُ بَادِيَةٌ،

وَالدَّمْعُ يَفْضَحُ مَا تُخْفِيهِ وَالمُقَلُ


تَبَرَّأَ القَلْبُ مِمَّا أَنْتَ فَاعِلُهُ،

وَفِي الدِّيَارِ اسْتَحَى مِنْ شَرِّكَ الخَجَلُ


ضَمِّدْ جِرَاحَكَ، لَا تَرْجُو مُدَاخَلَتِي،

فَالرُّوحُ قَدْ نَفَرَتْ، وَاسْتَعْصَمَ الأَمَلُ

بقلم : عماد فاضل 

توثيق: وفاء بدارنة 



حبٌّ ومعطفٌ وردي...!

النادي الملكي للأدب والسلام 

حبٌّ ومعطفٌ وردي...!

بقلم الشاعر المتألق: سمير بن التبريزي الحفصاوي

حبٌّ ومعطفٌ وردي...!

✍️ سمير بن التبريزي الحفصاوي – تونس 🇹🇳

كان يحبّها ويهيم بها، دون أن تعرف عن مشاعره شيئًا... ظلّ ينتظرها على رصيف العمر، وفي محطاتٍ ألف الوقوف فيها، وفي مراسٍ اعتادت سفنها الرسو فيه.


كان يذكرها في كلّ غروبٍ خريفيٍّ غائم، مطرّزٍ بالأحزان والأشجان... وفي الصباحات الشتوية المفعمة بالحنين الفيروزي والاشتياق الرحباني... لكنها كانت لا تعلم عن حبّه شيئًا.


ذاتَ يومٍ في السوق، استوقفه معطفٌ ورديٌّ معروضٌ على واجهة محلّ لبيع الملابس. أعجبه لونه الطفوليّ، وتخيّله على حبيبته، يزيدها جمالًا ودلالًا.

هاجه الشوق، وزاد الهيام هيامًا...

أحبّ المعطف، وأحبّها من خلاله.

اقتناه ولهًا، دون مساومة، كأنه معطفُ الحبيبةِ المفترضة، المعطّرُ بالأماني وخيالِ العاشق المجنّح بالحرمان...


رجع به إلى منزله، علّقه على الجدار، وظلّ يترصّد ويتحيّن الفرصة ليهديه إليها... لكنها لم تعرفه أصلًا.

طال به الأمد، فأحبَّ المعطف، وأضحى يرى من خلاله وجهها... يحاكيه، يغازله صباح مساء، منتظرًا على رصيف العمر، والخجل، والحرمان...

ويقول:

> يا أنتِ...

ارتدي ذاك المعطف،

ألا تعرفين كم أنا مشتاق؟

شوقي من لهفتي لا يُوصف...

أريدك أن تعرفي...


> البسيه، وارتدي معه معنى الفخامة،

والقيافة، والأناقة...

إن قلبي من صميم الشوق ينزفْ

ليتك تعلمي... ليتك تعرفي...


> يا معطفًا باللّون الورديّ الطفوليّ،

سرق الألباب، وظلّ يخطفْ...

ارتديه، أيتها الحبيبةُ الغائبة...

فأنا المنتظر على رصيف العمر،

أنا المنسيّ في الزمان والمكان،

أرتجفْ...


> آهٍ من ليالي الوجد،

هاجت الأحلام والآمال من جلال الموقفْ...

ارتديه، متّعي أنظارنا،

واجمعي أشلاءنا،

وارفقي بما تبقّى من وجداننا...

واجعلي أزراره كالنجوم في أسحارنا،

واجعلي من ومضها طائراتٍ تقصفْ...


> ارتديه...

ازهري بلونه الورديّ،

أنيري دروبنا بزهور البرّ،

واجعلي كلامي من بحور الشعر ينبني،

بالأحرفْ...


> وانثري الأزهار في رياض العمر نرجسًا،

واصبغي قطرات الندى بلون الزهر وردًا،

حتى ألثم، ثم أقطفْ...


> يا سفينة العمر، أبحري في ثنايا المعطف،

واجعلي لي الأكمام مضيقًا،

علّي أرسو حين أبحر بالشوق، عكس الريح،

منهكًا من تعبي، وأنا أجدّفْ...


> أبحث عن مرسى في لونه الورديّ،

ربّما حين تمطر،

ألتقي بغيث اللقاء في المدى،

حين يسافر القطر في الأديم والثّرى،

أشرب من نبعه الريّان، ثم أغرفْ...


> من أجله كرهتُ كلّ المعاطف،

يا أنا العطشان عطشًا لا يُوصَفْ...

إن تركته أدراج الخزانة مهمَلًا،

أموت بالشوق، كلّ يومٍ ألف مرّة...

إن أنتِ أهملتِني... والمعطفْ.

✍️ سمير بن التبريزي الحفصاوي 

– تونس 🇹🇳

توثيق: وفاء بدارنة 








***  فاتورة التصابي. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***  فاتورة التصابي. ***

بقلم الكاتب المتألق: ماهر اللطيف 

***  فاتورة التصابي. ***

بقلم: ماهر اللطيف

أقمر ليل "البشير"، وبدأت التجاعيد تستوطن جبينه، تراخى جسده واعتل، ذبلت زهوره، وتشققت قدماه. انحنى ظهره وضعف بصره، وكثرت أمراضه، فازدادت مصاريفه جراء زياراته المتكررة للأطباء وما يلزمها من أدوية. بدأت بوادر الزهايمر تزوره، وتبلد فكره، فاختار العزلة عن الناس بدل الاحتكاك بهم، بعدما شعر بالاغتراب وسطهم.


ومع كل ذلك، ظل البشير حيّ القلب، مشاعره ملتهبة، يعشق الحياة والنساء – خاصة – ويتحدى الصعاب مهما كانت قسوتها ومصدرها. كان يقبل على الحياة بنهم وشغف، يطارد غرائزه التي لا تعرف الكلل، رغم تجاوزه السبعين من عمره.


استيقظ هذا الصباح كعادته مع أذان الفجر، توضأ، صلى، سبّح، استغفر، وحوقل، ثم اتجه صوب مقهى المدينة السياحي. اختار مكاناً وسطاً يتيح له رؤية كل داخل وخارج، كما يفعل في كل يوم تقريباً. جاءه النادل بقهوته وقارورة الماء دون أن يطلب، فقد اعتاد على طلباته منذ مدة.


أخذ يتفحص الوجوه من حوله، خاصة وجوه النساء، لكنه لم يجد بينهن من تثير اهتمامه؛ إذ رآهن جميعاً من سمار الملاهي والعلب الليلية، كما كان يعتقد.


ومع شروق الشمس، دبت الحياة في المدينة، وامتلأ المقهى برواده من الرجال والنساء. عندها بدأ البشير محاولاته المعتادة في معاكسة "حواء"، ومحاولة استضافتها لشرب القهوة أو أي مشروب آخر، غير مكترث بعمرها أو وضعها الاجتماعي أو لونها أو لغتها.


غير أنه، وكما في كل مرة، كان يُقابل بالصدّ، والسخرية، والشتائم. لكنه لم يكن يعبأ بشيء من ذلك، فالمهم عنده أن يجد من يشاركه الوقت والحديث والضحك، ولو بمقابل، كي لا يستسلم لذكرياته المؤلمة عن زوجته وأبنائه الذين فقدهم جميعاً في حادث سيارة مروع، حين كان ابنه البكر "سالم" يقود السيارة وفقد السيطرة عليها بعد انفجار العجلة الأمامية. ضغط سالم على المكابح – وهو أكبر خطأ في مثل هذه الحالة – فانقلبت السيارة واصطدمت بشاحنة مسرعة في الاتجاه المعاكس، فماتوا جميعاً في الحال (سالم، أمه، فاطمة، وعبد الملك).


وفجأة، ابتسمت له إحداهن. صافحته، جذبت كرسياً وجلست بجانبه، مسكت ذراعه، غمزته وضحكت، ثم قالت بصوت حنون ونبرة لينة، وهي في الأربعينات من عمرها، جميلة، سوداء الشعر والعينين، رشيقة القوام، طيبة الروح في الظاهر، عطرة الرائحة، ناصعة الأسنان، على نقيضه تماماً:


– أنا هاجر، هل تستضيفني لأشاركك قهوتك وبعض الماء؟


– (مبتهجاً، لا يكاد يصدق نفسه) أنا البشير، يطلقون عليّ "بشرة"، يمكنك مناداتي بها. (يمسح عرق جبينه) اطْلبي ما تشائين، على الرحب والسعة.


– (متصنعة الضحكة والقبول) ربنا يبارك فيك يا بشرة الأنيق. (ثم قبّلت جبينه بخفة)


تواصلا في الحديث، تبادلا وجهات النظر والنكات، وهاجر تتابع الطلب دون توقف، وكأن الموت ينتظرها خارجاً ليحرمها من كل شيء بعد قليل.


أما البشير، فظل سارحاً، شارد الذهن كلما بدرت منها تصرفات غريبة – وما أكثرها – يتذكر زوجته الراحلة، وكيف كانت خلوقة، رصينة، لا تطلب شيئاً حين ترافقه إلى مثل هذه الأماكن في أيام الخطوبة. كانت تنصحه بالحكمة، والتريث، وحسن التدبير، وترشيد المصاريف، تكره التبذير، وتكره رفع الصوت أو التصنع.


وبينما هما كذلك، وقد انتصف النهار، تغيرت ملامح هاجر فجأة. نهضت بسرعة، أمسكت بكوب ماء بارد وسكبته على وجه البشير بفظاعة، وهي تصرخ قائلة:


"استحِ أيها المتصابي! سمحت لك بالجلوس لبعض الوقت، لكنك تجاوزت حدودك، غازلتني، وحاولت لمسي..."


ثم استدارت إلى رجل ضخم البنية، عابس الوجه، وقالت له وهي تشير إلى البشير:


"هذا العجوز الحقير ضايقني، اقتص لي منه!"


فما كان من الرجل إلا أن أمسك البشير من رقبته، رفعه إلى الأعلى بسهولة، وفي تلك اللحظة كانت هاجر قد سرقت محفظته وهاتفه، وهربت من المقهى.


انهال الرجل على البشير بالضرب، صفعه ولكمه، وأقسم أنه سيقتله إن حاول أحد إنقاذه، وسط ذهول الحاضرين الذين تجمهروا، لكنهم لم يجرؤوا على التدخل.


ولم تمر لحظات حتى تلقى المعتدي ضربة قوية على رأسه من أحد الجالسين، فسقط مغشياً عليه وسط صرخات الناس، بينما هرعت الشرطة إلى المكان بعد الإبلاغ عن الحادثة.


تم فض النزاع، واستخلص صاحب المقهى ثمن ما استهلكه البشير من باقي الحضور، بعد أن وجدوه مفلساً إثر السرقة، وشهد أحدهم على تفاصيل ما حدث.


نُقل المصابان إلى المستشفى، ثم إلى التحقيق، وعُرضا لاحقاً على المحكمة بناء على شكوى صاحب المقهى. وأظهرت التحقيقات أن المعتدي وهاجر ينتميان إلى عصابة متخصصة في الاحتيال، والسرقة، والاعتداء بالعنف على رواد الأماكن العامة، خاصة من الرجال المسنين، وقد حلا بهذا المقهى لأول مرة بعدما اعتادا النشاط في محلات أخرى بالمدينة الكبرى، وهما مفتش عنهما منذ مدة في قضايا مماثلة.

برأت المحكمة البشير، وأُدين المعتدي وسُجن، بينما بقيت هاجر في حالة فرار.

أما البشير، فقد اعتزل الناس دفعة واحدة، مكث في بيته لا يغادره، وتولى أحد الجيران قضاء شؤونه الحياتية اليومية. تاب توبة نصوحة، حتى وافته المنية ذات يوم، فرفع الخالق أمانته، بعد أن دفع ثمناً غالياً لتصابي

السبعين 

بقلم : ماهر اللطيف 

توثيق: وفاء بدارنة 




*** رابِعه. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** رابِعه. ***

بقلم الشاعر المتألق: ابو مظفر العموري رمضان الأحمد 

*** رابِعه. ***

........

نبضاتُ قلبي أصبحت مُتَسارِعَه

مُنذُ التَقَيتكِ صدفةً يا....(رابِعَهْ)


يا أَوَّلَ العِشقِ الَّذي قَدْ مَرَّ ....بي

وأنا ابنُ ستٍّ ما بلغتُ ...السابِعَه


عِشقٌ بريءٌ كالطفولةِ........ذاتها

فيه ابتهالات القلوب....الخاشعه


ننمو وينمو الحبُّ في ....أعماقِنا

حَتَّى يَفِعتُ أنا.....وَصارَت يافِعَه


فَتَحَوَّلَ العشقُ البريءُ.......لِغايةٍ

نسعى إليها في عيونٍ ......دامِعَهْ


وَغَدَتْ لُحَيظات اللقاء ......عَزيزةً

وأعزُّ من بَيضِ الأَنوقِ ....الضائِعَهْ


وتَدَخَّلَ العُذَّالُ فيما ..........بيننا

كُلٌّ يُحاوِلُ أن يُثيرَ .........زَوابِعَه


نَصَبُوا شِرَاكَهُمُ بِمُكرِ...... دَهائِهم

واستَبسَلوا..... حَتَّى تَعِمَّ الشائِعَهْ


قالوا: سَمِعناها ........تنادي باِسمِهِ

في نومِها........وَكأَنها نَشوى مَعَه!!


عُرفُ القَبِيلةِ قَد تَأبَّطَ ........شَرَّهُ

وأتى إلينا كي يُقيمَ .......شَرائِعَهْ


فالعِشقُ عندَ البَدوِ......عارٌ مُطلَقٌ

لَم تَمحُهُ إلَّا السيوف......القاطِعَهْ


مَن شاعَ حُبَّاً لن يطال .....وصالهُ

حَتَّى ولو طالَ السماءَ.....السابِعَه


فعرفتُ رغمَ تَلَهُّفي....... وَتَشَوُّقِي

إنَّ المُصيبةَ....لا محالةَ .... واقِعَه


قَد قَيَّدوها بالسلاسِلِ ......وانبَروا

يَتَهافَتونَ كما الذئابِ ......الجائعهٌ


وَبَنُو عُمُومَتِها.......تَمادى حِقدُهُم

كُلٌّ يحاولُ أن يَسِنَّ .......قَواطِعَهْ


وَكَأنَّها أضحَتْ ثريدَ........ وليمةٍ

والكُلُّ جاءَ لكي يَمُدَّ ........أصابِعَهْ


أُولاءِ أبناء العشيرةِ ......... قد أتَوا

أَيَّاهمُ اختاري وكوني..........قانِعه


قالوا:أطيعينا لنمحوَ ..........عارَنَا

قالت: وَرَبُّ العرشِ لستُ....بِطائِعَه


إِلَّاهُ لن أهوى وليس........... بِنِيَّتي

أن أُكمِلَ الحلم الهني.........إلَّا مَعَهْ


نادى منادي الحيِّ بعد........ هنيهةٍ:

النارً قَد فَتَكَتْ بِجِثَّةِ........رابِعَه!!!!

.......................

أبو مظفر العموري

رمضان الأحمد.

توثيق: وفاء بدارنة 




***  أوراقُ الخريفِ.  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أوراقُ الخريفِ. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: غادة الأعور 

 

***  أوراقُ الخريفِ.  ***

ودَّعتُ من أمسي خريفَ كآبتي

أَيمرُّ في روضي الرَّبيعُ ويُزهرُ؟!


ولقدْ رشفتُ مِنَ السِّنينِ سرابَها

كأسَ الظَّما أوْ قَطرَ حُلْمٍ يُعْصَرُ


يا حاملاً همَّ السِّنينِ مكابراً

مُرَّ بي سَراباً أوْ غُيوماً تُمطرُ


أوْ قطرةً منْ ثَغرِ وردِ خميلةٍ

أوْ شهقةً في شَدوِ طيرٍ يَصفُرُ


مُرْ بي جَواداً جامحاً بِحِكايةٍ

أوْ ومضةً في ليلِ شِعري تُبهرُ


أملاً يضمِّدُ خيبتي ومواجعي

ويلُمُّ كَسْراً في الضُّلوعِ ويُجبرُ


واروِ رياضاً جعَّدتْ أوراقُها

علَّ المنى من بعدِ قِحطٍ تُزهرُ


إنِّي وإِنْ عشتُ المكائدَ والأسى

لم أحنِ هَاماً للرِّياحِ... وأَفْخَرُ

بقلم : د.غادة الأعور 

توثيق: وفاء بدارنة 





الثلاثاء، 8 يوليو 2025


Miedo a sentir

Royal Club for Literature and Peace 

Miedo a sentir

Autora: Mirtha Milian

Miedo a sentir . 

Tal vez algún día no sea tan de noche

y te encuentre en una musa besando  

entre flores mis espinas y… tal vez aún estés del otro lado del amor,

deteniendo mi tiempo de morir.

 

Tal vez un día no sea tarde para siempre y yo siga siendo un verso en tu guitarra, un ocaso bañado de mar y antojo o un sueño inconcluso en tus labios. 


Tal vez un día se acorten las esquinas del planeta y podamos despojarnos de absurdas corazas y rutinas,

y perdamos el miedo a sentir…

y nos dejemos amar con todos nuestros rotos.

 

Tal vez un día el amor se acomode en la cama y antes de dormir escuche tu voz decir te amo. 


Tal vez un día no sea tan de noche 

Y pueda quedarme a vivir entre tus brazos. 


Autora: Mirtha Milian

Estados Unidos 

07 de julio 2025

documentation: Waffaa Badarneh