الأحد، 6 يوليو 2025


كن قمحًا لوطنك، ولا تكن نارًا تحرقه

النادي الملكي للأدب والسلام 

كن قمحًا لوطنك، ولا تكن نارًا تحرقه

بقلم الكاتبة المتالقة : ندين نبيل عبدالله ابو صالحة 

عنوان النص: كن قمحًا لوطنك، 

ولا تكن نارًا تحرقه

الكاتبة: ندين نبيل عبد الله أبو صالحه

. لا تصنع القوة ما يشتهيه الإنسان. ليس كل شيء بالقوة والإكراه، بل من الرحمة والمودة التي خُلقنا بها في بطون أمهاتنا. هناك نظريات جعلت المودة والرحمة متأصلتين بين الأم وجنينها، وفيهما علاقة بلا قوة ولا إكراه. أما المصدر فهو الحب والحنان وغريزة الأمومة، التي خُلقت بها لتصنع المجد وتهب الثروة للبشرية، وتستمر في إثمارها لاستمرار الحياة. ولكن هناك أم يُنير أبناؤها دربها لأنها سقت وتعبت في تربيتهم، فهي أصلهم الذي يستمدون منه الخير وصلاح الوطن. هنا نقف ونتأمل في كل أم تُحب الخير لأبنائها ولا تُحب الشر. كلنا خُلقنا بالفطرة، من الله. فكيف يكون الوطن الذي نعيش فيه ونُمجّد؟  لكن هناك عثرات وأخطاء يقع فيها الجميع. الأشخاص الذين يجهلون السلوك البشري يكتسبون أحيانًا ويتعلمون من منزل يسرق أو يقتل أو البيئة التي يعيشون فيها. هنا نقف في صمت. ماذا يمكننا أن نفعل؟ التعليم لا يفعل شيئًا معهم. الطبائع المكتسبة والكلمات البذيئة التي لا يعرفون كيف يتصرفون تقودهم إلى المشاكل والدمار والقتل والسجن. إنهم لا يبالون بأن حياتهم توقفت الآن وعندما يخرجون ويدمرون ويسرقون لماذا لا نوفر لهم قصصًا ليتحدثوا عنها في بطولتهم الفاسدة والدعارة المحجبة؟! هنا، يولد اليتم أحيانًا انفجارًا وكارثة. الآن، تكون البذرة من أصل ومصدر مجهولين وتربى في دور الرعاية في الحرمان والسرقة من بعضهم والاضطهاد والجشع. في سن معينة، يهربون أو يتم إلقاؤهم بدون تأمين. يذهب بعضهم إلى الخدم والفواتير والنوادي الليلية والدعارة والقتل.  الفاكهة القذرة تُصيب المجتمع بالقتل، وإن سُجنوا فلا إصلاح لهم. الآن، الشيء المكسور لا يُصلح ولا يُعاد إلى حالته الطبيعية، بل يُسبب الضرر والدمار. لماذا لا نُطبق قبضةً حديديةً في جميع المجالات حتى لا تنتقل العدوى إلى الأمن والشرطة من الفاكهة الفاسدة فيصبحون مثلهم؟ إنه وباءٌ منتشر، وليس لديهم مناعةٌ من المرض، فيصبحون مثلهم أحيانًا. نفوسٌ قذرةٌ شهواتها نساءٌ قذرات. السجن ليس مناعةً. لقد أصبح فترةً للقاء أصدقاء السجن والأكل والشرب. إنها نزهةٌ ممتعة. عندما يأتي العفو، يذهبون للسرقة أو ارتكاب جرائم أخرى. لا حل لهم إلا إخراجهم من قذارتهم تحت رقابةٍ صارمةٍ من جهاتهم المختصة. يُحاسبون من يراقبهم إن تقاعس عن مراقبتهم. إن أقسى عقوبةٍ ليست السجن أو المال، بل العنف والقتل. الآن، أمثال هؤلاء مجرمون. إن لم يُراقبوا ويُردعوا، فهم قنبلةٌ موقوتةٌ للبلاد.  ستحل المشاكل والمصائب على الأمة، وسيُقتل الأبرياء ذوو السوابق الإجرامية. أصبحوا مضطهدين من قبل الدولة، ويعملون على تأمين وظائف لهم مع مراقبتهم وتعديل سلوكياتهم. إن تم تعديلهم ولم يتم تعديلهم، فقد يصبحون أحيانًا وباءً منتشرًا لا علاج له إلا بالقوانين الصارمة والعقوبات الإسلامية أمام الناس حتى لا يتصرفوا مثلهم. دمتم بخير. القانون ينطبق على الجميع، فالميزان جيد للجميع. إن لم تردع نفسك وتؤدبها، فلن يؤدبك الآخرون. إن كانت العصا متجذرة في أساس معوج، فستبقى معوجة ولن تستقيم مهما فعلت. كن سنبلة لوطنك، ولا تكن نارًا تحرق بلدك وأهلك. دمتم بخير.

بقلم : ندين نبيل عبدالله

 ابو صالحة 

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق