الجمعة، 4 يوليو 2025


"حورية في حلمٍ لم يكتمل"

النادي الملكي للأدب والسلام 

"حورية في حلمٍ لم يكتمل"

بقلم الكاتب المتألق: يعقوب أحمد ناصر الناصري 

"حورية في حلمٍ لم يكتمل"

في زاوية هادئة من هذا العالم الرقمي، بينما كنت واقفًا على أحد مرافئ التواصل، تسلّلت إلى أنفي نفحة عطرٍ ناعم، كأنها أنفاس وردة نديّة خرجت لتُنعش روحي. فاهتزّ القلب، وانتابتني نشوة لم أعهدها من قبل.

التفتُّ يمينًا ويسارًا، ولم أجد أحدًا.
لكن، هناك بين السكون والحرف، لمستني همسة ناعمة كخيوط الحرير، تسللت إليّ بهدوء.
فاندفعتُ أفتش بين الزهور والورود عن مصدر هذا الإحساس الغريب، حتى ظهرت لي...

حُوريّةٌ من جِنانِ الجزيرة،
نورُها يشعُّ كأنما خُلقت لتمحو عتمة الدنيا،
وجمالها يخترق المنطق، ويصيب القلب في مَقتل.
تسارعت نبضاتي، تجاوزت المائة،
وكأنني مُقبلٌ على لقاء القدر.

وفي عالم الأحلام،
وجدتُ نفسي معها،
أمامَ عينَيّ كأنها صُنعت خصيصًا لرغباتي المجنونة.
طولٌ معتدل، وجسدٌ متناسق، يُريح النظر ويهدّئ الوجدان.
شعرُها الأسود ينساب على كتفيها كستارٍ من ليلٍ ناعم،
أما وجهُها، فبدرٌ في تمامه، تحفّه عينان ساحرتان،
بأنفٍ شامخ، وحاجبين منفصلين، يزيدانها هيبةً وجمالًا.
خدّاها وردتان نديّتان،
وشفتاها نقطتا عسلٍ صافٍ، تقطران شوقًا ولذة.

مددتُ يدي لألامس هذا الجمال، لأحتضن القمر، لأرتشف العسل...
لكن، ما إن اقتربت، حتى استيقظت!

بكيتُ من حرقة الفقد،
وحاولت النوم من جديد...
تكرّرت المحاولات، لكن دون جدوى.
رحلت الحورية، وبقيت الذكرى
كندبةِ حُلمٍ لم يكتمل.

✍️ يعقوب أحمد ناصر الناصري

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق