*** ترانيم الرّوح. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** ترانيم الرّوح. ***
بقلم الشاعرة المتألقة: زهرة بن عزوز
*** ترانيم الرّوح. ***
أنا هنا بين الأشلاء
محطّمة
دون اسم دون عنوان
دون حياة ودون غدٍ
ويومي مفقود ومستقبلي مجهول
بين الإغفاءة المتعبة والإفاقة الباكيّة
أنتشل نفسي من أقبية الدّمار
من سيول الدّماء البريئة المنسيّة
من سيول المشاعر البائسة
من أنفاس الكلمات المحتبسة جوراً
السّجينة في أروقة حلقي المكبّل
صوتي الصّادح بالصّدق جفّ رحيقه
صمودي ذائب في بوتقة الانتظار
في دائرة الوهن الغائر في جذوري
والخزي الموغل
والعار الّذي تأصّل فيّ يلازم نبضي
أنت... هناك... بلا أنا...
تتخبّط بين جدران اليأس المقيم
غارقاً في بحر الصّمت الموجع
تتلمّس الطّريق بحذر وتوجّس
بحذق الأعمى وبصيرة المقتدر
وفلسفة الحكماء
ترتجي الخلاص من قيود الأسر المجحفة
أنت... هناك... وأنا هنا...
أترقّبك بلعنة الجروح النّازفة والقهر الأبديّ
رفوف الذّاكرة ماعادَت فارغة
صارت مثقلة بأحداث واكبت عناوين أيّامنا
تشبهني وتشبه الكآبة والحزن
تحمل ألوف الوجوه الضّريرة
المفعّمة بالمشاعر الجيّاشة
المتوهجة في مزالق التّيه
خارج مساحات الزّمن الّذي يعبر أعمارنا
الأحلام فيها طاغيّة
بكلّ تفاصيلها الدّقيقة
الّتي تغوص في أغوار الرّوح
تنام مستسلمة تستقرّ في قاع النّفس
ينطفئ عندها نور السّنوات المنقضية
هناك... في زمن المراهنة الصّعبة
أصبحت الجثث معلّقة متيبّسة
على سواري الأعلام المنكسة خجلاً
دخان المدينة العتيقة يحكي قصصاً
كتبت بالدّم... والظلم... والألم
تاريخ قاسٍ... وجباه ناشفة من عرقها
الأرواح فيها منهكة متعبة
تتخبّط في خنادق الظلمة
تستجدي خطواتها توسّلا
العيون خائفة ترقب الوجوه الواجمة
المتذمّرة تفتّش عن الوجوه النّضرة
فيها لمعان دموع من عيون الصّبر
وَعَدوها... أن تنتظر... وتنتظر
تلقي عتاباً... يتجاوز حدّ الوصف
يترجم الصّدق
يرنو إلى سعادة بحجم الكون.
الشاعرة والأديبة
بقلم : زهرة بن عزوز
الجزائر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق