الأحد، 13 أبريل 2025


هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ

النادي الملكي للأدب والسلام 

هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ

بقلم الكاتب المتألق:  د.فتحي الخريشا 

.  ( الكَامِلُ ٱلثَّالِثُ وَٱلْعِشْرُونَ ) 

هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ

 صَاكَ الدَّمُ فِي عُرُوقِ الّذِينَ تناسلتْ قلوبُهُمْ فِي نشْوَةِ لججِ الشَّهَوَاتِ لَمَّا مُرْهَفةُ عُقْبُولَةٍ دَارَهَتهُمْ لِبَعْضِ سَوَافِنِ عاثورٍ كأنَّهُمْ أحفاشُ الأحوالِ واليَهَافِيفُ على مُعتكرِ مُدلهمِ الخُطُوبِ فهَلْ يُرتجَىٰ لهُم فكاكٌ أو مفرٌ لولا على وَترِ تجلِّي الإتِّزَانِ يَرجِعُونَ ۞ لَا يَتأثّمُ أحَدُكُمْ ندَّابًا بِحَسرَةِ قواصفِ بُكاءٍ إربةُ تمرُّغِ الدُّونِيَّةِ وخوَّارًا تهْكَّمَتْ عَليهِ أبراجُ السَّمَاءِ وَيْكَأنَّهُ الواهثُ نَفْسَهُ ٱهْتوَرَ لِيَمْقُورِ أكرَبِ المُبْليَةِ فِيهَا المَخْضُودُ ولمْ يُوجَد لهُ مَرِيرَةٌ أو مطنبٌ لِإرَادةِ نُهُوضٍ أو نَقِيبَتهُ يُحثحثُ لِجَمَالِ طِبَاعٍ ونَفِيسِ أخْلَاقٍ ۞ قِشْرٌ تضرَّمَتْ عَليهمُ النّارُ وَمَفارِيضٌ عَلى أعْنَاقِهِمْ كمَا الجَزَّازَةُ على العُشْبِ ولتوازنِ حَيَاتِهِمْ لَا يَثبتُونَ ۞ الماءَ يَطلبُونهُ وَيْلَهُمُهُ عَلَىٰ اليَنْبُوعِ وُقُوفًا الحَرِيُّ يَرْتَشِفُونهُ لًوْ أنَّهُمُ العَاقِلُونَ ۞ شتَّان بَيْنهُمْ أوْلئِكَ الكناسَةُ عَبِيدُ المَرْعِ وبين أربَاب أهاضِيبِ العَلياءِ فَمَا الّذِينَ فِي جُحُورِ الخَرْشَفَةِ ٱنْخَسَفَتْ بِهم الأرْضُ سِيَّ الّذِينَ عَلىٰ صَخْرِ الشَّواهِقِ الخَلْقَاءَ يُعَانِقُونَ ۞ ألآ إِنَّ أرْبَابَ القُلُوبِ مَا حَيَاتهُمْ لِزُهُوفٍ وإِنْ تناوشَهُمْ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ الرَّجِيجُ أوْ خوَىٰ المَدَىٰ مِنْ حَوالِيهِمْ مِنْ كُلِّ مُنْصِفِ نَصِيبٍ وجَمِيلِ طُلُوع ۞ وإنْ ألهبَهُمْ لِكُلِّ آنٍ القيظُ أوْ سَجَىٰ عَليهمْ بِأحمَسِ الحَوازِبِ ظِلُّ النِّيَاطِ هُمُ النّاهِضُونَ لَا مِنَ النّوهَةِ وإنْ لمْ يَعوزَهُمْ شكيمتهَا لِلوهقِ بَلْ مِنْ أصلِ السَّبحَاتِ دُرِّيُّ مُتوهجِ النُّورِ في ظلالِ شَجرَةِ الإِنْسَانِ ۞ نُبهاءُ النَّبَالَةِ مَا توارُوا لِغفلةٍ عن ذكِيِّ الفِطَنِ حَبْيكَةُ الرُّوْحِ بِمَا سمكُوا بِنَاءَهُم الذّاتِي لِجَزِيلةِ سُرُحِ الكمَالِيَّةِ وَكَانُوا على صِيغةِ بُصْرَةِ الفِطْرَةِ وَلِيُّهُمُ نُورُ الضَّمِيرِ تبْيَانُ المَثلَ الأعْلىٰ عنهُ لَا يَعْدِلُونَ ۞ وإنَّ مَحْمدَةَ الثناءِ لَا التّفضِيل عَلى سِلّمِ الرِّزْقٍ الّذِي فِيهَا أكثرُ البَشرِ ٱجتهادًا ويَتنافسُونَ وإنّمَا حَوْزَةُ الإنْسَانِ نَفْسَهُ صَالِحًا مخضةُ السِّقاءِ عَن خُدعةِ الظّاهِرِ لِأثمَنِ الوُجُودِ ۞ أالمُنغِّصَةُ ٱنجذمَ فِيهَا الثّبَاتُ ولَكِنهُمُ المُفرِطُونَ ٱتخذُوا مِنَ الأكَالةِ الدَّنِيَّةِ تاجَ حَيَاتِهِمْ عَلى أقدامِهَا يَسجِدُونَ فلا تلت من أحدٍ لهَاضمتِهَا إلَّا الذين فوقهَا بأجْنِحَةِ العليَاءِ يَرتفِعُونَ ۞ وَمَا تعْظُمُ عُظَامَةُ الدُّنِيا إلّا فِي عَيْنِ الوَغبِ وَلَا تغدو وإنْ تعاظمَتْ فِي الرُّوَاءِ لِأكثرِ مِنْ مُتَّكآتٍ لِقومٍ يَتوازنُونهَا لِبْعضِ نُضَارٍ عَلى بدايَةِ السُّلوكِ وَيْهًا وإنْ ٱتكأتْ عَلى أبَّهَةِ الفخامَةِ ألآ إِنَّهَا الوَفْلُ ۞ ناوَاهَتهُمُ الّذِينَ تكَوَّرُوا فِي غمرَتِهَا بفقاقِيعِ أخدعِ التَّغِبَّة وسُهُومِ أنْكلِ الخسْفِ ۞ ألهَا العَطشُ أظمَأَ ولهَا نُهْبَةُ الجُوعِ كُلّمَا شَرِبُوا مِنْ دِمَائِهَا ٱزدادُوا ظمَأً وكُلَّمَا مَضَغُوا كَبْدَهَا ٱزدادُوا جُوعًا تُدوِيرَهُمْ لدوامَةِ اللّهَاثةِ وتُقلِبَهُم لطَاحُونَةِ اللّهَامَّةِ مَا ٱسْتنهَجُوا نَـقْوَةَ ٱسْتِئْنَاسِ أنْفُسِهِمْ لِقُوَّةِ العِزَّةِ إذْ غبنَتهُمُ الأنانِيَّةُ خدعَةُ ثوَائرِ البَهِيمِيَّةِ فمَا ٱنتبهُوا لِمَا يُحيطُ بِهِمْ جُهلاءٌ السَّرَابَ يَغْترِفُونَ ۞ عِبْرَةُ الحَيَاةِ ويَعتَبِرُ اللَّبِيْبُ الحافِظُ مَآب طُلْبَة الحَقّ ألّا تَسْتخِفَهُ الدُّنِيا هَيُوفًا لأحشائِهَا فَمَا يُرَجِّيُ أوْ يُغيِّبُ جَلِيلةَ وزنَةِ الٱعتدالِيَّةِ ويَنْهَجُ النَّاهِجُ على الأبْلَجِ السَّوِيِّ منهاجَهُ إذْ أنَّ مَنْهَجَ ٱلإنْسَانِ مَا غابَ عَنِ الّذِينَ أعالِيَ الوُجُودِ سَالِكُونَ ۞. 

 صَدَقَ ٱلْإِنْسَانُ نَفْسَهُ

      من كتاب الأسمىٰ لمؤلفه :

 المهندس أبو أكبر فتحي الخريشا  ( آدم )

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق